Similar Ebooks
وابن خلدون، مثل غيره من علماء عصره والعصور السابقة، كان ذا ثقافة موسوعية، لديه إلمام كبير بالعلوم، بيد أنه تفرد بمحاولة دراسة الظواهر الاجتماعية، وتوصل إلى أنها محكومة بالقوانين والسنن نفسها التي تحكم سلوك الظواهر الطبيعية بالقوانين، كما أقام علاقة قوية بين البيئة الطبيعية/الجغرافية والسلوك البشري والاجتماعي والنفسي، وقد جعل ابن خلدون العصبية نموذجاً تفسيرياً في دراسة الممالك وتبدل الدول وتغير النظم السياسية، وعلاقة ذلك بمفهوم العمران البشري، وتطور المجتمع، وأحوال المعيشة والاقتصاد.
وتعتبر "المقدمة" من بين مؤلفات العلامة ابن خلدون الكتاب الأبرز والأهم المتضمن لما سبق ذكره من نظريات وراء. وهي تطلق الآن على المجلد الأول من المجلدات السبعة التي يتألف منها كتاب "العبر، وديوان المبتدأ والخبر، في أيام العرب العجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر".
يعالج ابن خلدون في مقدمته ما نسميه الآن "الظواهر الاجتماعية" وما يسميه هو "واقعات العمران البشري" ما نسميه الآن "الظواهر الاجتماعية" وما يسميه هو "واقعات العمران البشري" أو "أحوال الاجتماع الإنساني". ولم يحاول ابن خلدون أن يعرف هذه الظاهرات أو يبين خصائصها ويميزها عما عداها من الظواهر على النحو الذي عنى به بعض المحدثين من علماء الاجتماع كالعلامة دوركايم Durkheim، وإنما اكتفى بالتمثيل لها في فاتحة مقدمته إذ يقول: "أنه لما كانت طبيعة التاريخ أنه خبر عن الاجتماع الإنساني الذي هو عمران العالم، وما يعرض لطبيعة ذلك العمران من التوحش والتأنس والعصبيات وأصناف التقلبات للبشر بعضهم على بعض، وما ينشأ عن ذلك من الملك والدول ومراتبها. وما ينحله البشر بأعمالهم ومعاشهم من الكسب والمعاش والعلوم والصنائع وسائر ما يحدث في ذلك العمران بطبيعته من الأحوال.."؛ ويقول: "ونحن الآن نبين ما يعرض للبشر في اجتماعهم من أحوال العمران في الملك والكسب والعلوم والصنائع" والظواهر الاجتماعية في تعريفها المجمل عبارة عن القواعد والاتجاهات العامة التي يتخذها أفراد مجتمع ما أساساً لتنظيم شؤونهم الجمعي وتنسيق العلاقات التي تربطهم بغيرهم. وتنقسم هذه الظواهر أقساماً متعددة باعتبارات مختلفة.
هذا ويبدو ما كتبه ابن خلدون في المقدمة أنه كانت لديه فكرة واضحة عن اتساع نطاق الظواهر الاجتماعية وشمولها لأنواع متعددة، وأنه لم يغادر أي قسم من أقسامها إلا عرض له بالدراسة. فعرض في معظم البابين الأول والرابع من المقدمة للظواهر المتصلة بطريقة التجمع الإنساني، أي للنظم التي يسير عليها التكتل الإنساني نفسه، مبيناً في الباب الأول أثر البيئة الجغرافية في هذه الظواهر وفي غيرها من شؤون الاجتماع. وهذه هي الشعبة التي سماها دوركايم "المورفولوجيا الاجتماعية La Morphologie" و"علم البنية الاجتماعية"، وظن هو وأعضاء مدرسته أنهم أول من عني بدراسة مسائلها، وأول من فطن إلى خواصها الاجتماعية، وأول من أدخلها في مسائل علم الاجتماع؛ ولم يدروا أنه قد سبقهم إلى ذلك ابن خلدون بأكثر من خمسة قرون، وأنه قد وقَفَ على هذه الشعبة زهاء بابين كاملين من مقدمته. وعرض ابن خلدون في الفصول العشرة الأولى من الباب الثاني للظواهر المتصلة بالبدو والحضر وأصول المدنيات. وعرض في الفصول التسعة عشر الأخيرة من الباب الثاني وفي جميع فصول الباب الثالث لنظم الحكم وشؤون السياسة، وعرض في سبعة فصول من الباب الثالث وفي ستة فصول من الباب الرابع وفي جميع فصول الباب الخامس للظواهر الاقتصادية. وعرض في الباب السادس للظواهر التربوية والعلوم وأصنافها والتعليم وطرقه. وفي أثناء دراسته لظواهر هذا الباب تناول كثيراً من الظواهر الأخرى كالظواهر القضائية والخلقية والجمالية والدينية واللغوية. وقد عني ابن خلدون في دراسته لكل طائفة من هذه الطوائف أن يدرسها في حالتي استقرارها وتطورها معاً، وان يخرج بين ما يتمثل منها في قوالب للتفكير والفهم، وما يبدو منها في صورة نظم للعمل والسلوك.
هذا وقد جاء الكتاب محققاً وتركز عمل المحقق على النحو التالي: ضبط النص واستدراك النقص اللاحق في كثير من النسخ الموجودة، كما قام تصحيح الأخطاء والتصحيفات اللغوية وشرح غريب الكلمات والأماكن، واعتنى أيضاً بتخريج الآيات والأحاديث، ووضع فهارس للأحاديث النبوية وللدول والقبائل والفرق وللأماكن والبقاع، وللأشعار والقوافي وللكتب الواردة في الأصل، وذلك تسهيلاً لعمل القارئ حين الرجوع إلى مباحثه، وبالإضافة إلى ذلك كله عمد المحقق إلى إعداد مقدمة دراسية كانت بمثابة إضاءة حول ألمعية هذا المؤرخ الكبير، وفائدة مقدمته الهامة.
وحتى يسهل البحث فيه قام بتقسيم مادته على أربع وثمانين باباً نذكر في هذا السياق بعضاً في موضوعاتها: في مباني الإسلام، في العقل والذكاء، والحمق والذم، في العلم والأدب وفصل العلم العم والمتعلم في الآداب والحكم، وبالأمثال السائرة، في البيان والبلاغة والفصاحة، في الأجوبة المسكنة والمستخدمة في الدواب والوحوش والطير والهوام والحشرات في ذكر البحار وما فيها من العجائب، وذكر الأنهار والآبار في ذكر الأمراض والعلل والطب والدواء والسنة والعيادة وثوابها، في ذكر الدنيا وأحوالها وتقلها بأهلها والزهد فيها، في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم...
ينقلك الكتاب إلى سيرته عليه الصلاة والسلام حتى نهاية المرحلة المكية
لكن على نحو مختلف تماما عن كل ما عرفته عن السيرة سابقا...
أن تعرف " عن " أحداث السيرة شيء مختلف تماما عن أن "تعيشها" وتدخل "فيها"
أن تنظر إلى السيرة من زماننا شيء مختلف تماما عن أن تنظر إليها من داخلها.
الكتاب ينقلك من " سطح الأحداث" إلى عمقها وتضاريسها الداخلية.
وينقلك من دور "المشاهد" إلى المتفاعل المشارك في الأحداث.
ويجعلك بطريقة ما تستشعر أنك في حضرة " حضوره" الشريف، عليه أفضل الصلاة والسلام، على نحو مختلف تماما عن أي تجربة سابقة.
وقالوا: أحسن القصص لأن كل ماجاء فيها عاد إلى أحسن حال. فمن كان مع الله كان الله معه.
العبيكان للنشر
والروح في القرآن الكريم وردت على عدة أوجه: الوحي: كقوله تعالى: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا}. القوة والثبات والنصرة: كقوله تعالى: {وأيّدهم بروح منه}. المسيح: كقوله تعالى: {إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقها إلى مريم وروح منه}.
الروح التي سأل عنها اليهود فأجيبوا على أنها من أمر الله تعالى. هل الروح قديمة أو محدثة؟ خلقت قبل الجسد أو بعده؟ وبعد موت الجسد أين مستقرها؟ وهل تموت الروح؟.
هذه الأسئلة وغيرها مما يتعلق بأمور الروح وأحوالها وردت على الإمام الجليل ابن قيم الجوزية، فرد عليها بأسلوب علمي ومنهجي راق -شأنه في جميع كتبه ومصنفاته- فحرر المذاهب والأقوال، وفند آراء الفلاسفة وفرق المتكلمين، وبين رأي أهل السنة بالدليل من الكتاب والسنة وصحيح النقل، ولم يخل كتابه من قصص وحكايات ربما أفادت السياق العام للموضوع الذي ذكرت فيه، فجاء كتاباً بالغ الأهمية، عظيم النفع "يهب للروح روحاً، ويورث للصدر شرحاً"، كما يقول عنه الآلوسي، وهو كتاب "ما صنف مثله في معناه، ولا تكاد تجد في ما تضمنه من بدائع الفوائد، وفرائد القلائد، في كتاب سواه" كما وصفه الإمام برهان الدين البقاعي في المقدمة التي صنعها له، وهو كان قد اختصره وسماه "سر الروح".
ينصر المظلوم، ويعين المحتاج، ويصبر على أذى السفيه، ويقابل السيئة بالحسنة، ويلقى الناس بوجه طليق، باسم الثغر، مليح الطلعة، كريم العطاء، حسن الأداء.
إذا استبان لعدوه ما ينطوي عليه شخصُه من مكارم الأخلاق أقرّ بالإيمان، وأذعن بالتصديق، حتى قال قائلهم لما رأى من كريم خلقه وحسن تعامله: (يا محمد، والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي. والله ما كان دين أبغض إلي من دينك فأصبح دينك أحب الدين إلي. والله ما كان بلد أبغض إلي من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد إلي).
وفي هذا الكتاب نتعرف على نبينا صلى الله عليه وسلم من جهة تعاملاته مع صنوف الخلق على تباين صفاتهم وتغاير أحوالهم؛ نتعرف عليه زوجاً وأباً وجاراً وصاحباً وبائعاً ومشترياً وقاضياً ومفتياً؛ وقد بعثه الله عبداً رسولاً، فجمّله بمكارم الأخلاق، وحلاه بمحاسن الصفات.
فتتبعنا بعضاً من التعاملات النبوية لإبراز محاسن من كان خلقُه القرآن، الذي بعثه ربه ليتمم مكارم الأخلاق؛ فيعرف الموافق والمخالف، والمقارب والمباعد، والعدو والصديق، كيف كان حال هذا النبي الأمي صلى الله عليه وسلم حينما يتواجد مع الناس في بيوتهم وأسواقهم ومحالّهم؟ وكيف كان يتعامل معهم وفيهم القريب والغريب، والبرّ والفاجر، والكريم واللئيم؟ وما هو المستفاد من هذه الدراسة التي تفصح عن جليل معاني الصدق والكرم، وغاية كمال حسن الأدب؟
العبيكان 2016
كتاب مناقشة بين الفكر والدين يعتمد مراجع تاريخية كتلك التي يهرب منها الباحثون فكان بذلك جريئا بنقد التاريخ وبعض مناحي الاتجاهات الفكرية اعتمادا على القواعد الدينية وتفسيرها المنطقي
من هذا المنطلق كان حب الله من أصدق علامات الإيمان، وهو الدافع إلى حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتتجلى مظاهر هذا الحب لله ورسوله في سير المؤمن على نهج الرسول صلى الله عليه وسلم واقتفاء أثره والتأسي به في كل شؤون حياته، على أن أسمى آيات الحب أن يجعل المؤمن هواه تبعاً لما جاء به النبي [، من هنا فهو يحب ما يحبه النبي صلى الله عليه وسلم ويكره ما يكرهه، ولكن المؤمن بحاجة إلى مرشد يأخذ بيده ليضعها على ما يحبه النبي صلى الله عليه وسلم وما يكرهه.
وقد جاء هذا الكتاب؛ ليسهل على المسلم الطريق في هذا المجال؛ كي يحب ما يحبه النبي صلى الله عليه وسلم، ويكره ما يكرهه، وفي هذا الفوز برضوان الله وحبه، وهذا مبتغى أمل كل مؤمن.
ومكتبة العبيكان يسعدها نشر هذا الكتاب؛ ليكون عوناً للجميع على طاعة الله ورسوله؛ فيسعدوا في الدنيا والآخرة، كما ترجو أن يكون هذا العمل خالصاً لوجه الله تعالى.
العبيكان 2015
برواية حفص عن عاصم
وتمت كتابته في المجمع وراجعته اللجنة العلمية
برئاسة الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي
وتمت طباعته في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
وقصد في ذلك بشارة المؤمنين بما أعد الله لهم في الجنة منهم المستحقون للبشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة. وقد قسمه ضمن سبعين باباً. وهذا بعض ما جاء في عناوين هذه الأبواب: في بيان وجود الجنة، في اختلاف الناس في الجنة التي أسكنها آدم هل هي جنة الخلود أم جنة الأرض... في ذكر عدد أبواب الجنة، في مكان الجنة... في مفتاح الجنة... في طلب الجنة أهلها من ربهم وشفاعتها فيهم وطلبهم لها... في عدد الجنان وأنواعها... في ذكر بوابيها وخازنيها، في ذكر أول من يقرع باب الجنة، في ذكر أول الأمم دخولاً إلى الجنة... في ذكر سبق الفقراء والأغنياء إلى الجنة... في ذكر أصناف أهل الجنة التي ضُمنت لهم دون غيرهم... في ذكر آخر أهل الجنة دخولاً إليها.
ونريد في بحثنا هذا أن نبيّن حقيقة التقوى ومعنى النبوّة والعصمة التي تنشأ عنها .
كما نريد أن ندحض تلك المزاعم التي تزعم أنّه صلى الله عليه وسلم رجل كغيره من الرجال يقع في الأخطاء ، فله العصمة كما يزعمون في الأمور الشرعيّة التي أوحي له فيها وأرسل فيها للناس ، وفي ما وراء الرسالة له حكم الإنسان المجتهد ، أي يصيب ويخطأ ، ويصحّح الله له خطأه .
ونريد أن نبيّن أنّه صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يسحر وهو حبيب ربّ العالمين و أشرف الأنبياء والمرسلين وهو الذي أرسل رحمة للعالمين .
كما تجدون في هذا الكتاب بحوثاً رائعة أخرى تبيّن كماله صلى الله عليه وسلم وحكمته البليغة الفريدة
وهذا الكتاب يقدم دراسة حول فواضل الأعمال مدعمة بآيات القرآن الكريم والبعض من أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم في ثواب العمال، وقد بوبه المؤلف تبويباً، وهذب موضوعاته، ورد أحاديثه إلى أصولها، مبيناً صحيحها، كما قد ذكر في كتابه كل عمل نص النبي صلى الله عليه وسلم على ثوابه، دون ما فعله أو أمر به، أما موضوعات أبوابه فقد جاءت على النحو التالي: العلم، الطهارة، الصلاة، التطوع، الجمعة، الجنائز، الصدقات، الصوم، الحج، الجهاد، قراءة القرآن، الذكر، البر والصلة، الأدب والزهد، وصفه دار الثواب.
ونظراً لما يعالجه هذا الكتاب من مواضيع هامة يحتاج إليها كل مسلم من أحواله اليومية وفي أعماله فقد اعتنى "محمد بيضون" بإخراجه في هذه الطبعة التي بين أيدينا مذيلاً بتحقيق لطيف هدفه توضيح ما أبهم من عبارات الكتاب وشرح ما أشكل وبالرجوع لعمله التحقيقي نجد أن يتجلى بـ أولاً: قام بتخريج طائفة كبيرة من أحاديث الكتاب، وخاصة منها ما كان في مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي، ثانياً: قام بعمل ترجمة للمؤلف، فصل فيها الحديث عن نشأته العلمية ومولده ومعرفة شيوخه وتلاميذه ثم ذكر ثناء العلماء عليه ، وكذلك صحة نسبة الكتاب له، وذكر أيضاً منزلة الحافظ الدمياطية العلمية وثناء العلماء عليه وبيان إمامته في الحديث الشريف.
ولم يفت العلامة إن قيم الجوزية أهمية هذا الكتاب العظيم، وهو العالم الفقيه، أن يضع نصب عينيه، وجل عنايته القرآن الكريم، فيدرسه دراسة موفقة ومعمقة، ليستخرج من بحوره كنوزه دوراً مصفاة من الأمثال والعبر والحكم والتوجيهات والإرشادات المضيئة لدروب الحياة للوصول إلى مراقي الفلاح..
والكتاب الذي بين يديك هو عبارة عن مجموعة من الأمثال المليئة بالفوائد والمشحونة ببركات القرآن ونفحاته الرقيقة العطرة، وجاءت تسميته حقاًَ في محلها وهو "أمثال القرآن" ذلك إن القرآن مشكاة الله في الأرض تستضيء به العقول والقلوب والمشاعر. وبالنظر لما يحتويه هذا الكتاب من درر ثمينة من الأمثال القرآنية فقد اعتنى "جميل إبراهيم حبيب" بتحقيقه وبضبط نصوصه وبتجريح الآيات الشريفة والأحاديث النبوية الواردة فيه كما واعتنى بالتعليق على بعض ألفاظه أي النصوص المحتاجة فعلاً إلى تعليق أو توضيح، وإلى جانب هذا قام المحقق بوضع ترجمة موجزة لبعض الأعلام الذين ورد ذكرهم في المخطوطة.
ولم يكن جمع هذا الكتاب بالهين، ولكن الأستاذ رضا عكف سنين طويلة على دراسة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، لا في كتب السيرة فحسب، ولكن أيضاً في كتب التاريخ والتفسير وشروح الأحاديث، ومعاجم اللغة، تراجم الرجال، وأيضاً فيما كتبه المستشرقون المنصفون منهم والمغرضون، ولم يفته أقوال المغرضين من هؤلاء.
وعلى الرغم من أن الإحاطة بالسيرة المحمدية مهمة شاقة، إلا أن الأستاذ رضا استطاع بفضل معلوماته القيمة وقراءاته المتعددة أن يجمع شتاتها في هذا الكتاب الذي جمع فيه بالإضافة إلى السيرة الذاتية للرسول صلى الله عليه وسلم مختلف الروايات التي جاءت تتحدث عن السيرة محققاً مضمونها. فلم يثبت إلا ما صح منها. وما أجمع عليه أكابر الصحابة. العلماء وذكر الآيات عند المناسبات حتى يعلم القارئ سبب نزولها. وشرح مواقع البلدان والغزوات، والألفاظ اللغوية، وقيد الوقائع بالتواريخ الهجرية مع ما يقابلها من السنين الميلادية، ولم يترك صحابياً ذكره في كتابه هذا، إلا كتب نبذة عن ترجمته، وذلك ليعرض القارئ بسيرته وعلاقته بالحوادث. كما وتعرض فيه لدفع ما يوجهه إعداد الإسلام إلى الإسلام من شبه ومغامز خفية، وكذلك للرد على المستشرقين والترجمة لبعض العبارات التي أطلقوها للطعن في تعاليم الإسلام ونبي الإسلام وهدفه اطلاع الناس على مقاصدهم ونواياهم.
ومن أبواب هذا الكتاب نذكر: باب النهي عن تمني الموت، والدعاء به لضر نزل في المال والجسد، ذكر الموت والاستعداد له، ما جاء أن للموت سكرات وفي تسليم الأعضاء بعضها على بعض، ما جاء أن الميت يحضر الشيطان عند موته، وجلساؤه في الدنيا، من شأن الروح وأين تصير حين تخرج من الجسد، ما جاء في سؤال الأنبياء وفي شهادة هذه الأمة للأنبياء على أممهم، ما جاء في شهادة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته، ما جاء في الكوثر الذي أعطيه صلى الله عليه وسلم في الجنة، ما جاء في الميزان وأنه حق، ما يرجى من رحمة الله تعالى ومغفرته وعفوه يوم القيامة، حفت الجنة بالمكارم وحفت النار بالشهوات، ما جاء أن العرفان في النار، أبواب الجنة وما جاء فيها وفي صفتها ونعيمها، أبواب الملاحم...
مات أبوه قبل أن يولد، فرعته أمه، ولما أصبح طفلًا رحلت أمه عن الدنيا، ثم زادت مرارة يتمه برحيل جده عبدالمطلب وهو فتى.. أخذ الموت أحبته.. فجعه بهم، وترك له الذكريات والدموع. كد وكافح.. رعى الغنم وباع واشترى، وتعامل مع الناس حتى كسوه لقب الأمين. لم يعاقر خمرًا أو يمس صنمًا أو يعرف الخنا، فكان حلم العذارى، لكنهن فوجئن بالأربعينية الطيبة.. خديجة تفوز بقلبه، فرزقهما الله أربع بنات كالزهرات، ولما اقترب من الأربعين واصل رحلة التأمل والأسئلة الكبرى فيما حوله: الناس والحياة والكون.. أدرك أنه لا إله ولا خالق إلا الله، فناجاه وحده سبحانه، وأخلص له قلبه، وهوت روحه الانعزال أحيانًا، فانتقى كهفًا في جبل حراء، لتصفو فيه روحه، ويناجي ربه أيامًا من كل عام، ثم بدأ يرى رؤى صادقة تبشره وتحيره، وفي ليلة من ليالي ذلك الغار هبط عليه كبير الملائكة جبريل عليه السلام، فبلغه رسالة ربه، وأنزل عليه (اقرأ)، فنزل عليه الصلاة والسلام إلى مكة بشيرًا ونذيرًا لقومه، فصدقه قلة وكذبه الباقون، فظل يدعوهم.. يخاطب القلوب والعقول.. سلاحه الوحيد الكلمة (القرآن)، وتاريخ أبيض خالٍ من الكذب، حتى كثر أتباعه، فخاف طغاة قريش، وبدؤوا الاعتقالات والسحل للمؤمنين، الذين تفرقوا بين المنافي والمعتقلات، فبدأ عليه الصلاة والسلام بمخاطبة القبائل الأخرى.. يناشدهم علهم يؤوونه وينصرون توحيد ربه، حتى اقتنع بدعوته أكرم أهل الأرض (الأنصار) أهل يثرب، فأسس معهم دولة على أرضهم وبالكلمة فقط.. شيدها دون أن يريق قطرة دم واحدة.. أسسها بالمعاهدات والوثائق، فلم يُقصِ الوثنيين كما أقصوه.. كان شعبه مكونًا من اليهود والوثنيين والمسلمين، فحاول استصلاحهم جميعًا والتأليف بينهم، لكنه أضاف إلى سلاح الكلمة الذي حمله من مكة سلاحًا آخر: (سلاح العدل). لم يبنِ سجنًا.. كان متواضعًا حتى إن بيته وهو طريد بمكة أكبر من بيته وهو حاكم في المدينة.. انشغل ببناء دولته، وتناسى اضطهاد قريش، بل أقر شعبه على التجارة معهم، خاصة طواغيتهم، لكنهم لم يتركوه.. منعوه ومنعوا شعبه من حقهم في زيارة بيت ربهم، ثم حرضوا عليه قبائل العرب، فتناوبوا في غزوه وحصاره والغدر بأصحابه، وخانته الأقلية اليهودية من شعبه بالتحالف مع طغاة قريش.. اليهود الذين استضاف عليه الصلاة والسلام حاخامتهم في بيته، وأحب موافقتهم في غير الوحي، ومع ذلك كذبوه وتآمروا عليه وشتموه حتى داخل بيته، فاضطر إلى التوقيع معهم على معاهدات وطنية، تكفل حقوقهم وحريتهم وأمنهم، فاستغلوا عدله، وخانوا الوثيقة تلو الوثيقة، واتصلوا سرًّا بمعظم القبائل الوثنية وحرضوها، حتى تمكنوا من تحويلها إلى جيوش تحاصر شعبه، فأصبح مضطرًّا إلى حمل السلاح دفاعًا عن دينه ووطنه وشعبه، الذين تعهد بالدفاع عنهم كما يدافعون عنه. خاض حروبًا كان رجال أسرته في مقدمتها، وفقد الكثير من الأحبة، ولما أصبحت دولته هي الأقوى في جزيرة العرب لم يتعطش للدماء.. لم ينتقم.. كان مأخوذًا بالبناء.. بالسلم.. بأسر القلوب.. بالحفاظ على الأرواح لا بإزهاقها، أسرت رحمته قلوب الناس حين رأوا وجهه يتلون حزنًا لما رأى وثنيين غرباء حفاة عراة جائعين، فلم يقر له قرار حتى أشبعهم وكساهم وطيب خواطرهم. وفي أوج قوته وأنسب فرص الانتقام من طغاة قريش.. وقع معهم معاهدة صلح، فأملوا عليه شروطًا جائرة، وهم في أشد حالات الضعف، فوافق ليحقن الدماء ويعم السلام، لكنهم خانوه ليفاجأ العالم بفتح مكة.. فاجأهم لأنه فتحها نصرة لقبيلة وثنية، وقعت معه معاهدة دفاع مشترك، فغدر بها طغاة قريش، ولما انتصر عليهم لم يقم بمجازر.. لم ينتقم لعشرين عامًا من الظلم والتعذيب والمؤامرات.. دخل مكة فلم يغتصب بيتًا أو أرضًا، بل لم يجد مكانًا يبيت فيه، إلا واديًا كان يُحبس فيه هو وأصحابه قبل الهجرة.. فتح مكة وحكم الجزيرة، ففزعت الدول الكبرى، وبدؤوا التحرش بدولة القرآن.. بدأ المجوس والنصارى وعملاؤهم إرسال الجيوش، فاضطر إلى الدفاع عن شعبه في مؤتة وذات السلاسل وتبوك، وأعد جيشًا ثالثًا للمهمة نفسها قبيل وفاته، ثم رحل عليه الصلاة والسلام عن الدنيا وهو يحكم الجزيرة العربية كلها.. رحل دون أن يسكن قصرًا، أو يلبس ذهبًا أو حريرًا، أو يبيت ليلة وفي رصيده دينار أو درهم.. مات لم يترك عبدًا أو أمة، لكنه ترك درعه مرهونة عند تاجر يهودي من شعبه مقابل كمية من الشعير طعامًا لعائلته، أما شعبه فتركهم وهم أنظف الشعوب، وأكثرها نظامًا وثقافة.. رحل بعد أن أدخل القلم والكتاب لكل بيت، فجعلهم أول شعب يقتني الكتاب في البيوت.. كتاب الله الذي يثقفهم عقائديًّا وعقليًّا وروحيًّا ونفسيًّا وتربويًّا واجتماعيًّا وصحيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا وقضائيًّا.. رحل عليه الصلاة والسلام لكنه لا يزال شمسًا لا تعرف المغيب: توحيدًا وأخلاقًا وعدلاً ورحمة للعالمين.
العبيكان 2016
فالواجب على أمة الإسلام أن تحذر منهم، وتحارب مناهجهم التكفيرية، ويقوم العلماء والدعاة بواجبهم في نشر العقيدة الوسطية للدين الإسلامي السمح ليستقر الأمن والسلام، وتظهر أنوار السُّنة، وتخمد نيران البدعة والتطرف.
أما بعد:
فسبطي الشاب المثقف، والمخلص المندفع في حب دينه ومليكه ووطنه، المؤلف لهذا الكتاب (شخصيات في القرآن الكريم)، الذي يحصر الشخصيات التي وردت في الكتاب الكريم في (صدر الإسلام)، وإعطاء نبذة عن حياتهم، وأسباب ذكرهم في آيات القرآن الكريم.
ولا يستغرب على هذا الشاب النجيب في مقتبل عمره المديد
-إن شاء الله تعالى- بعد رجوعه إلى كثير من الكتب، وانتقائها من شتى مصنفاتها، التى تزخر بها المكتبات الإسلامية، والتي تُعدُّ المعين الزاخر، التي استقى من جداولها الثرة دون اللجوء إلى ما أحدثته الإلكترونيات، فجده اللواء (م) الشريف فيصل بن شرف البركاتي -يرحمه الله- يتمتع بثقافة دينية ودنيوية.
ولا حياة شريفة إلا في ظل هذا الدين الحنيف بالعودة إلى ينابيعه الصافية: كتاب الله تعالى، وسنة نبيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفهم العقيدة الصحيحة، وسيرة سلف الأمة، وعلى الله التوفيق والعون.
لواء ركن (م)
السيد. يوسف بن عبدالله جمل الليل
أقوام ما وراء النهر ومصلح للعالم الإسلامي!. أم هو قاهر العالم بالطغيان
والبغي والقتل والتحريق!...
- كيف يذكره أقوام ما وراء النهر ويصلّون عليه كما يصلّون على الأنبياء، وفي البلاد العربية فهو مذموم على كلّ لسان!
-
لماذا كان يفضّل سلالة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل البيت
ويبجّلهم تبجيلاً، ولماذا كان يبجّل أهل العلم والدين ويعظّمهم تعظيماً!...
- هل هو شيعيّ المذهب أم سنّي، أم أنّه كان ينصر الحقّ في أيّ مذهب وجده؟...
كيف كان الفاتح الذي لم يقهر؟.
-
رجل بمفرده وُزنت مقدرته فتفوّقت على أمم الأرض، انتصر على أكاسرة وقياصرة
الكوكب الأرضي ولم ينكسر في معركة أبداً. فمن هو هذا الرجل وما حقيقته؟..
أقوام ما وراء النهر ومصلح للعالم الإسلامي!. أم هو قاهر العالم بالطغيان
والبغي والقتل والتحريق!...
- كيف يذكره أقوام ما وراء النهر ويصلّون عليه كما يصلّون على الأنبياء، وفي البلاد العربية فهو مذموم على كلّ لسان!
-
لماذا كان يفضّل سلالة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل البيت
ويبجّلهم تبجيلاً، ولماذا كان يبجّل أهل العلم والدين ويعظّمهم تعظيماً!...
- هل هو شيعيّ المذهب أم سنّي، أم أنّه كان ينصر الحقّ في أيّ مذهب وجده؟...
كيف كان الفاتح الذي لم يقهر؟.
-
رجل بمفرده وُزنت مقدرته فتفوّقت على أمم الأرض، انتصر على أكاسرة وقياصرة
الكوكب الأرضي ولم ينكسر في معركة أبداً. فمن هو هذا الرجل وما حقيقته؟..
وهذا هو الجزء الثاني من كتاب الاختيار، حيث يختبر المؤلف عقيدة اللاهوت في المسيح والوهم المتأصل في النصرانية؛ مستخدماً المبدأ القرآني:
البقرة: [111]، وهو يبرهن مرة أخرى على علم أحمد ديدات الفريد، والرغبة الجامحة في إظهار الأدلة الواضحة من الكتب المقدسة النصرانية التي تدحض الحجج غير المنطقية، ويقوم الشيخ ديدات مستخدماً خيوط المنطق بحياكة ثوب قشيب من المعتقد الإسلامي مستخدماً أسلوبه غير القابل للتقليد، مما يمكـّن القارئ من تجنب حقول الألغام من التشويهات خلال المسير في الحياة، وهو إتمام متقن للجزء الأول، ورفيق غالٍ للباحث عن الحقيقة، ومن الضروري أن يكون في مكتبة المنزل للقراءة والاقتناء.
العبيكان 2015