وأنا صغير كنت ديما بحط نماذج قدام عيني نفسي أكون زيهم.. ناس عندها قدرة علي الحسم وإدارة المواقف وكل الناس بتبص ليهم بلمعة الإعجاب.
واللي بالنسبالي كانت جنة ممكن أهرب ليها في خيالي علي الأقل من المستوي الرديء والمتدني اللي بحصل عليه بسبب التواصل الضعيف اللي كنت بتعامل بيه وقتها مع اللي حواليا.
المعضلة ساعتها إنك بتكون حاسس إن عندك مشكلة لكن مش عارف هي بسبب إيه أو جاية منين.. وكمان شايف حلم بعيد عاوز تعيشه لكن مش عارف بردو الطريق منين فبتكتفي بإنك تعانق الحلم دة في خيالك وبس وتحصل على السعادة البسيطة من معانقة الخيال واللي بتتبعتر على أرض الواقع بسبب أسلوبك اللي مش قادر تطوره.
لو حد مسلمش عليك في محاولة تجاهل منه في موقف ما وحسسك بالإحراج قدام نفسك.. لو رفع صوته عليك أو حاول يحرجك بتصرف انت عملته فعلا.
الناس اللي بتتصيد غلطاتك أو بتوقعك في غلط وبعدين تشن عليك حرب اعلامية علشان تعرف كل اللي حواليك انت غلطت ازاي.
بيئة العمل واللي مليئة بالتنافس واللي لا تخلو من عمليات التواصل السامة والمدبرة اللي كل غرضها الإيقاع بيك لتصديرك في صورة سيئة عند مديرك أو بين أصحابك في العمل لنيل مكسب معنوي أو مادي علي حسابك.
التنافس بين الأصحاب أو الزملاء أو الأقارب في أوقات كتير واللي بيتجسد طول الوقت في عمليات تواصل أشبه ما تكون بحرب الأسلحة فيها هي الكلمات والإيماءات اللي بيتم طرحها بشكل مركب علشان تعجز الطرف التاني وتكسب أرض علي حسابه وحساب معنوياته .. بترد على كل دة بإيه! ألا يكفيك شكوى!
التواصل القوي هو الدم اللي بيمشي في عروق المدير الناجح أو المسوق المؤثر أو ربة المنزل الناجحة في إدارة أولادها.
المفترض إننا ديما شبه بعض في كل حاجة من الأجسام والتكوين البيولوجي للمشاعر وطريقة عمل العقل وإدراكه لكل ما يتصل بالإنسان وقدرته على التأثير في حياته وحياة الأشخاص اللي حواليه.
كلنا كدة لغاية ما يجي التواصل ويقول كلمته.
الحاجة اللي ممكن ترفع حد لسابع سما أو تخسف بيه الأرض وتخليه حتي مش قادر يتماسك أو يستفيد من ملكاته.. هو قدرته على التواصل.
التواصل الضعيف بيوصل رسالة ضعيفة للي حواليك والأسلوب اللي بيعاملوك بيه بعد كدة هو اللي بيكمل الصورة السيئة عندك عن نفسك فتلاقي نفسك في منحدر من التنازلات بتفقد فيها تقدريك لذاتك واللي بيأثر تاني بالضرورة علي قدرتك علي التفاوض أو أخد حقك.
التواصل هو اللي بيخليك قوي فيلتف البقية حواليك أو بيخليك ضعيف فيتداعوا عليك.. ولك أن تختار.
الحياة مش بيكون ليها كتالوج أو منهج علشان تعرفنا إحنا هنعيشها ازاي وفي الغالب بتكون فواتير التعلم مكلفة جدا علشان مفيش نموذج واضح ومنهج ممكن تستعين بيه في مسألة التعلم أو لقياس المعلومات والداتا اللي بتقابلك علشان تعرف السليم منها من المعطوب.
وعلشان كدة بيتلبس عليك الأمر ومبتقدرش تفصل بين اللي في مصلحتك فعلا وبين ما يبدو في ظاهره فقط كدة وهو في حقيقته بيلحق الضرر بيك.
ومن الطبيعي جدا إن شخصيتك تتغير كتير خلال حياتك ولو متغيرتش كتير فده ملوش غير معنيين المعني الأول إنك مدرك لكل البدائل واستخيرت الحال اللي انت عليه أو إنك مش قادر تشوف بديل أصلا والرؤية لازلت محدودة.
لو حسيت إن وجهة النظر اللي بقدمهالك مختلفة وأكثر اتساق مع الواقع في نفس الآن فمفيش مبرر إنك متحاولش تغير منظورك.
مؤلف مصري حاصل على ليسانس أداب وباحث في علم النفس وصاحب كتاب كيف تنجذب النساء وكتاب كيف تتزن