ولا شك أن المؤلف أدرك بحسه المرهف الرائع وقراءته الدقيقة للموضوع أن علاقتي بمولانا ستساعدني على فك شفرة توجيهاته وإشاراته، وأرجو أن أكون نجحت. بل وأرجو للمخرج والممثلين وصانعي الديكور والموسيقى أن يجيدوا قراءة هذا النص الذي لا أتردد الآن في القول إنه مذهل.
الفضاء، فضاء العرض، هو سفح جبل "قاسيون" حيث مرقد ابن عربي في دمشق بمآذنها وقبابها وباختلاط أصوات المؤذن بأصوات المنشدين، بأصوات الأغاني الصادرة عن المذياع، بأصوات الباعة والمنادين على السلع في السوق. وهي أصوات لا تقدم خلفية للمشاهد، بل هي جزء من العرض، ينجح المؤلف في توظيفها كجوقة بحسب المقام والحال (حال البطل ومقامه). اختلاط الأصوات هذا وتعددها واختلاف طبقاتها وتنغيماتها ماذا يعني؟ أوركسترا الموسيقى الكونية؟ ربما.
نصر حامد أبو زيد
فارس الذهبي (5 يونيو 1979 -)، كاتب سوري. تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية في العام الدراسي 2000-2001.
شارك في العديد من العروض المسرحية بصفة دراماتورج