تعرضت الدولة العثمانية -مثل بقية العالم الإسلامي- للرأسمالية وخطر الاحتلال الأوروبي العنيف في القرن التاسع عشر، وقد أفضى انهيار الدولة الإسلامية التقليدية بدوره إلى تحرير المجتمع من حكم النخب السياسية، وفتح الطريق أمام المجتمع للبحث عن وسائل تعتمد على موارده الفكرية والروحية الخاصة؛ لضمان بقائه الثقافي والديني، وظهرت الدولة بوصفها وسيلةً للحفاظ على الثقافة الإسلامية للمجتمع وهُويته، وأيضًا بوصفها أداةً تستخدمها النخب الاجتماعية والبيروقراطية لإدامة هيمنتها.
سعت عملية “العثمنة” هذه إلى إعادة صياغة جميع الهُويات القديمة الموجودة، المحفوظة جيدًا في ظل النظام القديم، إلى شيء جديد يمكن الإشارة إليه باسم: “إعادة الأسلمة”، أو “التتريك”، أو “التعريب”، أو ما شابه، والتي تضمنت تحولًا ثقافيًّا وسياسيًّا وتغييرًا للهُوية لا مثيل له في التاريخ الإسلامي السابق.
هو عالم اجتماع ومفكر تركي، ويعد واحدًا من المفكرين والعلماء الاجتماعيين في تركيا، درس في الولايات المتحدة وحصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة كولومبيا في نيويورك، وتركزت أبحاثه على التاريخ والثقافة والسياسة في تركيا والشرق الأوسط.
أستاذ النظرية السياسية الإسلامية بجامعة حلوان، ومحاضر سابق بالمعهد الدولي للبنوك والاقتصاد الإسلامي، كما درّس بعدد من الكليات في جامعات: حلوان، وعين شمس، و6 أكتوبر، والمعهد العالي للتكنولوجيا، كما ألّف وترجم وحكّم عشرات الدراسات في الفكر السياسي الإسلامي.