إن الحمد لله نحمده ونستعینه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات عمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شریک له.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. اما بعد:
فهذه رسالةٌ لطيفةٌ حول أربعين حديثاً صحيحاً من غُرر أقوال النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، جمعتها تذكرةً لنفسي ولإخواني، فيها تربية النفوس، فيها تربية النفوس، وتصفيوتة القلوب، وتصفية القلوب. مع مراعة الربط بين الأحاديث بتبويبها، والتعليق الوجيز عليها.
وليس بخافٍ على أحدٍ من الناس أن الإسلام العظيم قد وجه عنايةً كبرى في كثير من نصوصه كتاباً وسنة إلى بناء شخصية المسلم، وتوجيهها الوجهة الأصيلة الأصيلة المنبعالثة من صلّم، تعاليم. وأكبر دافع لي على تصنيف هذه الرسالة وجمعها: ما رأيته من كثيرٍ من الذين ينتسبون إلى الإسلام، ويدعون إلى الله (!)، ومع ذلك هم عن الشخصية الإسلامية بمعزلومةً جوهراً.
فلما كان ذلك كذلك رأيت لزاما علي أن أكتب هذه الرسالة لتكون نواة متينة رصينة لكل مسلم، يبتدئ بها حياته الإسلامية، ليعرف الطريق الحق فيتبعه ويدعو إليه، وبخاصة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أشار إلى هذه الحقيقة بقوله: «لكل عمل شرة، ولكل شرةٌ فترةٌ، فمن كانت فترته إلى سنتى فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك».
وإنني أكتب هذه الرسالة للشباب المسلم المتحمس، الذي لم يجد في خضم حماسه وثورته اليد العليمة بالداء، والعارفة بالدواء، لتدله على المنهج الصحيح والفكر الصافي، فيكون هؤلاء الشباب بعقولهم وأفكارهم كأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كانوا شبابا أيضا، لكنهم "شباب مكتهلون فى شبابهم، غضيضة عن الشر أعينهم، ثقيلةٌ عن الباطل أرجلهم، أنضاء عبادة، وأطلاح سهر، باعوا أنفساً تموت غداً، بأنفس لا تموت أبداً، قاعد اللّه اللّه من أليهم، أنضاء عبادة. بكى شوقاً إليها، و إذا مر بآيةٍ من ذكر النار شهق شهقة، كأن زفير جهنم بين أذنيه، قد أكلت الأرض ركبهم، و أيديهم، وجباهم طول، و مصلحتى ناكام، اللّه اللّه بكلّال النهار، مستقل. ، موفون بعهد الله، منجزون لوعد الله"
ولقد حرصت فی انتقاء هذه الأحاديث علی شمولیتها و إحاطتها، و إلا فإن الشخصیة الإسلامیة لا تكون متكاملة إلا إذا طبق دین الله سبحانه كله كما قال تعالی:
ثم إنّی جهدت أن أذکر عقب الحدیث تخریجه والحکم علیه بما تقتضیه الصناعة الحدیثیة، دون تطویل ممل، ولا اختصار مخل، مع مراعاة الإیجاز المناسب لمثل هذه الرسالو - إلا.
فإن وفقنی الله فیما قصدت فهذا من تمام نعمته، و إن كان غیر ذلك فهذا ما لا أرجوه سائلاً الله المغفرة والرحمة، إنه سمیعٌ مجیبٌ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمین.
تاریخ بهروزرسانی
۲۶ اسفند ۱۴۰۰