ولكن، بالرغم من الكارثة السورية، فقد دخل الحراك الشعبي السوري في طور نوعي جديد، حيث أضحت شعارات الحرية والمواطنة وحقوق الإنسان والدولة المدنية متداولة، مما يساعد على إرساء أرضية جديدة لنهوض شامل ركيزته إرادة الشعب الحر، الذي قرر أن لا يقبل من جديد بالمهانة والذل. ويعمل حاملو راية التغيير على صياغة معادلة جديدة في الحياة الداخلية تأخذ بعين الاعتبار تعاظم التحديات، في ظل علاقة بين السلطة والمجتمع قائمة على القناعة والثقة والتفاعل الحر، علاقة مقننة في إطار عقد اجتماعي جديد يوفّر الشفافية والمؤسسية والقانون.
ويبقى الكتاب مفيداً لمن يريد أن يطّلع على أسباب ومسارات وكيفيات غدر الثورة السورية، وعلى رؤى مستقبلية لسورية بعد التغيير.
ولا شك أنّ القارئ اللماح سوف يدرك أنّ وحدة موضوع الكتاب وتداخل موضوعاته والضرورات المنهجية، قد دعت الكاتب إلى تكرار بعض الأفكار أحياناً، خاصة أنّ أصول مادة الكتاب كانت محاضرات أكاديمية وبحوث في ندوات فكرية وسياسية ومقالات.
كاتب ومفكر سوري