في صباح باكر، راودتني أفُكار متناقضة. فاستعنت ببندقيتي, وحشوتها رصاصا أسود، بدأت بقتل أوراقي دونما أي ترتيب. فأظن أن قدر أوراقي مرتبط بي وحدي، كيف لا ونحن لم نجد قدراً إلا وكنا أطفاله. ننفذ مايقول, ونرضى بما يأمر. نؤمن أن الله قدّر كل شيء قبل خلقه، ومع ذلك ندعوه ليغير أقدارنا.
نرضى بما يقسم, لأن الله سيجود علينا بأفضل المقدر.
ولكن, ماذا لو انتهت أوامر القدر؟ ماذا لو كنت أنا حبري, و أوراقي؟ ماذا لو كنت السواد والبياض معا, هل أختار أن يكون القدر هو الآمر الناهي مرة أخرى؟ أم أنهي قدري, لأنه ليس مقدرا لي أن أختار؟ وبذلك أكون قد عدُت إلى ما يختاره القدر بطريقة ما. لست أدري.
لا أعلم متى بدأت تراودني هذه الأفكار، قد تكون في مصيبتي الأولى, عندما ترك القدر جسدي يئن من شدة الفراق! أو قد تكون عند أول قبلة طبعها الفشل على جبيني. أتكون الوحدة مصدرها هنا؟ لا أظن أن هناك أوفى من الاكتئاب صديقا يزورك بين هذا, و ذاك، لولاه ما ظننت أن أحدا سيشجعني على مواجهه قدري.