إنَّ الله تعالى قد شاءَت إرادَته واقتَضَت حِكمَته أنْ تكون للإمام (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) غَيبَةً طَويلَة وحَيرة مُضلّة، قَد جَعَلَها اللهُ سِرًا مِنْ أسراره، لا يحيط بها عِلمًا سواه؛ قَد أَخْضَعَها لِمَشيئَتِهِ وَإرادَتِهِ وَقَضائِهِ وَتَقديره؛ وَأَحاطَها بِتَخطِيطِهِ وَتَدبيرِهِ، وَجَعَلَ فيها التَّمحيصَ والغَربَلَة، يَسقطُ فيها المُنافِقون وَيَنجو المُخلصون. وَقَد أَوضَحَ اللهُ تعالى لعباده طَريقَ الخلاص، وأمَرَهم بالتمسّك بِحَبلَي النَّجاة كتاب الله تعالى وعترة نبيّه المصطفى (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ)، الفُلْكِ الجارِيَةِ في اللُّجَجِ الغامِرَةِ يَأمَنُ مَنْ رَكِبَها وَيَغْرَقُ مَنْ تَرَكَها.
باحث في قضايا الفكر والفقه والتراث الإسلامي، وطبيب مقيم في المملكة المتحدة