القول بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم شيء , و الإيمان بالقرآن الكريم ككتاب مقدّس من مصدر إلهي شيء مختلف , و هما ليسا بمتلازمين . فالمسلم ليس بحاجة للإعجاز العلمي كي يكون مسلماً صالحا , و هو سيصوم رمضان بغض النظر عن الإعجاز العلمي في الصيام على سبيل المثال. إن كتابات الإعجازيين تعاني عيبا منهجيا في خرقها لمنهج البحث العلمي بحد ذاته , ثمّ إن لكل علم ثمرة في الحياة , و ثمرة العقيدة تُترجم في صلاح الإنسان و المجتمع. بعد مرور ما يزيد نصف قرن ماذا جنى المسلمون بوجود هذا الجيش الجرار من الإعجازيين و الميديا المسترزِقة بهم ؟! كم من الأدوية اخترعوا , و كم من الاكتشافات الفلكية و التكنولوجية قدّموا لنا ؟! لماذا لا نُعجِزْ العَالَم بالعِلم , و ليس بالإعجاز العلمي ؟! فهل الإعجاز العلمي – في حال وجوده – حجة على المسلمين أم حجة ضدّهم ؟! أم أنّه محاولة للهروب من تحدّيات علينا – كمسلمين – مواجهتها و التعامل معها!