يقول دنتون عن كتابه السابق أن هدفه الأساسي فيه كان "إثبات أنّ الطبيعة غير مستمرة في الأساس"، أي أن الحياة ليست نتيجة للتطور التدريجي البطيء. ولا شك أن هذا يسقط الفكرة الداروينية تماما، أما كتابه الجديد، فيأتي بعد تخليه عن مفهوم التكيفية وتبنيه للبنيوية في عالم الأحياء، لأسباب كثيرة، يفيض في شرحها داخل هذا الكتاب. تأثير ذلك على الصراع مع الداروينية خطير. فنحن إن تجاوزنا النقاش حول كافة الادعاءات التي تفترضها الداروينية، فلا شك أنه لا يمكن نزع فكرة أن كل خطوة تطورية يخطوها أي كائن، هدفها كان التكيف، ولكن ماذا لو أثبتت الأدلة العلمية خطأ تلك الفكرة؟ في إطار البنيوية، لم تظهر الحياة والتنوع الهائل فيها بعامل الصدف وطول الزمن، بل هي وجدت كما هي في الطبيعة لغرض ما، وهنا يتوقف العلم التجريبي وينتقل الحديث للمجال الفلسفي أو الديني، والذي لا شك أنه سيرى أطروحة دنتون كإثبات على افتقار الحياة لوجود الخالق. لم يتوقف دنتون عن مراجعة حججه التي أوردها سابقا وتجديدها، أو عند حتى تقديم البنيوية، بل انتقل في إطار رؤيته الشاملة للبنيوية، للحديث عن تلك المنطقة المثيرة؛ الإنسان. ذلك النوع المميز الذي له قدرات لا يمكن تفسيرها إطلاقا بالتكيف والوظيفة والتطور التدريجي البطيء... وغيرها من العبث الدارويني. كل ما سبق، يؤكد على الفشل التام للبارادايم التطوري، وأنه آن الأوان للعلماء أن يعطوا نظرية (التصميم الذكي) الفرصة كإطار للبحث في علم الحياة، تماما كما فعل دنتون.
Rating dan ulasan
4,3
6 ulasan
5
4
3
2
1
Beri rating eBook ini
Sampaikan pendapat Anda.
Informasi bacaan
Smartphone dan tablet
Instal aplikasi Google Play Buku untuk Android dan iPad/iPhone. Aplikasi akan disinkronkan secara otomatis dengan akun Anda dan dapat diakses secara online maupun offline di mana saja.
Laptop dan komputer
Anda dapat mendengarkan buku audio yang dibeli di Google Play menggunakan browser web komputer.
eReader dan perangkat lainnya
Untuk membaca di perangkat e-ink seperti Kobo eReaders, Anda perlu mendownload file dan mentransfernya ke perangkat Anda. Ikuti petunjuk Pusat bantuan yang mendetail untuk mentransfer file ke eReaders yang didukung.