وفي الصباح أقف على كوبري أكتوبر، أرفع كاميراتي.. أحرر العدسة قليلاً.. فتأسرني الذكريات.. حيث عبرت درافيل المتظاهرين يوم الغضب تطوي جسراً هائلاً من الزمان.. ومن أسفله الآن تعبر الجمال والحمير وحضرات السادة الضباط مع الجمع الكريم من "المواطنين الشرفاء".. جاؤوا بكل أسلحة الغزو في العصور الوسطى.. تعجبنا كثيراً من غباء هذا النظام وسياساته وأدواته التي كان البعير فيها هو القشة التي كسرت ظهر البعير الذي فكر في مواجهة اللاب توب بديوان امرئ القيس" مكرٍ مفرٍ مقبلٍ مدبرٍ معاً.."
ولا توجد ثورة سياسية في التاريخ لا تغير واقعاً اقتصادياً واجتماعياً وأخلاقياً، لأن مفهوم الثورة يعني طفرة في الوعي، تعقبها موجات ارتدادية.. وكما شهد قائد الحرس الجمهوري بأن الثورة أحدثت صدمة وشللاً فكريًا في أجهزة الدولة، ولم يستطع أحدٌ التصرف وإصدار القرارات"، فهي ثورة عميقة في الوعي وحدث جلل فارق في التاريخ المصري الممتد لسبعة آلاف عام لم يحقق فيها الشعب إنجازاً مماثلاً بإجبار الحاكم على التنازل عن الحكم سلمياً. وهو ما دفع مبارك نفسه إلى توجيه التحية إلى ألدّ أعدائه "شباب الثورة"، لأنهم حموا الوطن من عصابات النهب والسلب التي أطلقها نظامه، واعترف مبارك أن نظامه كان عبارة عن "تشكيل عصابي يحكم مصر" .
فالمعتاد أن من يصنع التاريخ هو القصر الرئاسي والحاكم وحده. أما في الثورة؛ فمسار التاريخ لا يتحدد بقرارات مصيرية كبرى يصدرها الحكام، وإنما ترسم ملامحه قرارات عادية اتخذها أناسٌ عاديون في لحظات مختلَسة من عمر الأوطان.. هؤلاء الشباب والفتايات غيروا مسار التاريخ لأنهم شعروا أنهم قادرين على صناعة مستقبلهم بأيديهم بعيداً عن رمزية الرموز وسيطرتهم، فقرروا أن يصنع الشعب تاريخه بنفسه وبعقلٍ جماعي وبطولاتٍ جماعية ليتغلب على القصر الرئاسي وينتزع منه قلم التاريخ، فانتقل القلم من القصر إلى الميدان ليكتب: " شعاراتها وبطولاتها.. مما أربك المؤرخين..فعجزت أقلامهم عن رصد حدثٍ بحجم الوطن.." فهذا الكتاب ليس محاولة لتوثيق حدث انتهى، بل محاولة للترحيب بك في حدثٍ لا نزال نعايشه"
مستشار قانوني، عمل مترجماوباحثا قانونيا بشركة محاماة إماراتية سابقاً - باحث دكتوراة بالتحكيم الدولي.
شارك بشكل مباشر في ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، حينما كان في الخامسة والعشرين من عمره، وقام بتدوين مشاهد الثوة ووقائعها في سردية كاملة مترابطة عن الثورة كحدثٍ بحجم الوطن، طبعت في كتاب من حوالي ٨٠٠ صفحة، بعنوان "الثورة.. جمهورية في ميدان التحرير"
- ومن مؤلفاته الأخرى؛
- كتاب بعنوان " ظلال العقل العربي " من خمسة أجزاء في حوالي ١٢٠٠ صفحة.
- كتاب بعنوان " مصر الإسرائيلية ... التبادل الحضاري بين مصر وإيچبت " في ثلاثة أجزاء حوالي 900ص
- كتاب آخر بعنوان " الفيزياء البشرية .. عالمٌ كبير تُحركه تفاصيل دقيقة " .
- كتاب جديد بعنوان " الهوية واستنبات الحضارة " .
- كتاب مرجعي بعنوان " العقل المفكر للدولة "