الجمال الأسود

آنا سويل‎

jun 2021. · Hindawi Foundation

O ovoj e-knjizi

إنَّ ممَّا يَهَبُ القِصصَ نصيبَها مِنَ الخلودِ قُدْرةَ كاتبِها على الغوصِ في أعماقِ النُّفوس؛ يَستشفُّ خواطرَها، ويَستشعرُ آلامَها، ويَستبصِرُ آمالَها. لكن ما أبدعَتْه آنا سويل يتعدَّى ذلك؛ فقد استطاعَتْ أن تُصوِّرَ لنا ما يَجِيشُ في نفْسِ حِصان! بيوتي؛ حِصانٌ أسودُ جميلٌ فتَحَ عينَيْه على الحياةِ ليجِدَ أُمَّهُ تَرْعاه وتَغمرُه بحَنانِها وتُرشِدُه بحِكمتِها. وممَّا أكمَلَ سعادتَه أنه بدَأَ حياتَه عندَ مالِكٍ يهتمُّ بِخيولِه ولا يَظلمُها. ثم انتقلَ بيوتي إلى مالِكٍ آخَرَ لا يقلُّ عن سابقِه رِفقًا وطِيبة، وتعرَّفَ هناك على أصدقاءِ حياتِه؛ جينجر وميريليجز وغيرِهما مِنَ الخيولِ الرائعة. لكنَّ الحياةَ لا تُعفِي أحدًا من مِحَنِها؛ فقد ظلَّ ينتقلُ بعدَ ذلك من مالِكٍ إلى آخَرَ، يَذوقُ عندَهم ألوانًا مِنَ الإهمالِ والظُّلمِ والقَسْوة. وعلى لسانِ بيوتي نفْسِه، ومن وجهةِ نظرِه، تَحْكي لنا سويل الحكايةَ. ومِن خلالِ المَواقفِ التي عايَشَها، والقِصصِ التي استمَعَ إليها من أَصْدقائِه، تَجذبُ الرِّوايةُ أعيُنَ قُرَّائِها إلى حُقوقِ تلكَ الكائناتِ الجميلةِ الخَدومةِ المُثابِرة. ولقد نجحَتْ رِوايةُ الجَمالِ الأَسْودِ في رفْعِ بعضِ الظُّلم، الذي كانَ سائدًا في لندنَ في العصرِ الفيكتوري، عن ظُهورِ الخيولِ وغيرِها مِنَ الحَيوانات. آنا سويل: رِوائيةٌ إنجليزيةٌ وُلِدتْ عامَ ١٨٢٠. تلقَّتْ تَعليمًا جيدًا في البيتِ على يدِ أمِّها، التي كانتْ تُجِيدُ الكتابةَ للأطفال. في عُمرِ الرابعةَ عشرةَ أُصِيبَ كاحِلُها إصابةً خطيرةً منعَتْها مِنَ المَشْي، وظلَّتْ بقيةَ حياتِها تَعتمِدُ في انتقالاتِها على عَربةٍ يَجرُّها حِصان، ممَّا عمَّقَ صِلتَها بالخُيُول. بينَ عامَيْ ١٨٧١ و١٨٧٧ كتبَتْ سويل مخطوطةَ رِوايتِها الوحيدةِ «الجَمال الأَسْود». كانَتِ الروايةُ في الأصلِ مُوجَّهةً للكبارِ ممَّن يَتعامَلُون معَ الخيولِ لِحَضِّهم على حُسْنِ مُعامَلتِها، لكنَّها أصبحتْ من أَشْهرِ رِواياتِ الأَطْفال. تُوفِّيتْ سويل في أبريل عامَ ١٨٧٨ بعدَ خمسةِ أشهرٍ من نشْرِ رِوايتِها.