الدولة المستحيلة في إفريقيا مسارات متناقضة

ALAAN PUBLISHING CO.
5,0
1 рецензија
Е-книга
390
Страници

За е-книгава

يتألف هذا الكتاب بالإضافة إلى المقدمة والخاتمة من خمسة أبواب، ترتبط جميعها بالجدل حول أزمة بناء الدولة في إفريقيا، وما يترتب عليها من إشكاليات التنمية المستعصية، يمثل الباب الأول مقدمة نظرية تاريخية حول سؤال ما الدولة؟ ومحاولة مقارنته في سياقه الأوروبي بواقعها الإفريقي، ولا سيما كما عكسته خبرة «بولا ما تاري» الكونغولية([1]). ويطرح مفهوم المركزية الإفريقية (Afrocentrity) إطارا معرفياً مهماً لفهم الواقع الإفريقي، والذي جسدته أعمال عدد من المفكرين الأفارقة أمثال شيخ أنتا ديوب، ومولفي كنتي أسانتي، وعلي مزروعي. وتُعزي أهمية هذا الإطار المعرفي إلى أن كثيراً من المفاهيم والافتراضات التي تم توظيفها لفهم الواقع الإفريقي والشتات، انطلقت من سياق معرفي مغاير، يركز على الخبرة الأوروبية بانحيازها الفكري والمنهجي غير الخافي، وعليه، فقد تم الاعتماد على هذا المدخل المعرفي الإفريقي من قبل المفكرين الأفارقة لمواجهة مقولات الفكر الغربي عبر تطوراته المختلفة، من أرسطو حتى هيجل ووصولاً إلى تحدي مفهوم «الآخر» في العصر الحديث، وتعد أعمال المفكر الكونغولي الأشهر فالنتين موديمبي مهمة في هذا السياق، من حيث إعادة اكتشاف إفريقيا، حيث رأى أن أفضل فترة لتقويم خبرة الاستعمار هي بعد رحيله.

أما الباب الثاني، فإنه يدرس تاريخية مفهوم الدولة في إفريقيا، من خلال فهم خبرة وسياق ممارسات السلطة في مرحلة ما قبل الاحتكاك الأوروبي بإفريقيا قبل استعمارها، كانت القارة تتميز بدرجة كبيرة من التعددية والمرونة، فالمجتمعات التقليدية الإفريقية كانت ذات طبيعة متنوعة للغاية، فهناك مجتمعات اللادولة، ومجتمعات تديرها الدولة، وأخرى شهدت وجود ممالك وإمبراطوريات كبرى، ومع ذلك، فإن معظم هذه التنظيمات السياسية تم تأسيسها على مبادئ المشاعية والحكم الذاتي، بحيث أن جميع الأعضاء شاركوا بشكل مباشر أو غير مباشر في الإدارة اليومية للقبيلة، لقد كانت الأرض مشاعا للجميع، ولا يمكن شراؤها أو بيعها.

ويركز الباب الثالث على تحليل نشأة وتطور الدول الاستعمارية الأوروبية في إفريقيا، لا سيما جنوب الصحراء خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، وهو يحاول الإجابة على تساؤلات: متى ولماذا ظهرت الدول الاستعمارية؟ وما هي أنماطها المختلفة؟ وكيف أدارت مجتمعاتها المُستَعمَرَة، ولا يخفي وجود تناقض واضح بين النظرية والتطبيق في نمط الإدارة الاستعمارية، حيث يوضح الفصل أن الإدارة الاستعمارية كانت أكثر انتشاراً وأقل تنسيقاً بشكل يختلف كثيرا عن وثائق وسجلات الاستعمار الرسمية، وقد اشتملت الإدارة الاستعمارية على مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة، ليس فقط النخب العسكرية والمدنية الأوروبية والقادة الأفارقة، ولكن أيضاً المترجمين وجامعي الضرائب الأفارقة، بالإضافة إلى خبراء الغابات الأوروبيين، والمبشرين وعلماء الأنثروبولوجيا والمستوطنين.

أما الباب الرابع فيخصص لدراسة طبيعة الدولة ما بعد الاستعمارية وأنماطها المختلفة، يمكن فهم تحولات دولة ما بعد الاستعمار في إفريقيا عبر ثلاث مراحل متتالية: مرحلة ما بعد الاستقلال التي شهدت مدا قوميا مع إعطاء الأولوية لبناء الدولة الوطنية؛ مرحلة التدخل العسكري في السياسة، والذي يتميز بعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي؛ وأخيراً، مرحلة التحول الديمقراطي منذ أوائل التسعينيات من القرن الماضي، والتي اتسمت بعدم اليقين، وبظهور أوتوقراطيات نيوليبرالية جديدة، ولعل الملمح العام المشترك في كل هذه المراحل يتمثل في محاولة الدولة الحفاظ على امتيازها السلطوي، ونضال القوى الاجتماعية لمقاومة جنوح سلطة الدولة نحو الاستبداد، ومحاولة صياغة حدود فعالة بين المجالين العام والخاص.

 ويركز الباب الخامس والأخير على بعض قضايا أزمة دولة ما بعد الاستقلال، ولعل التساؤلات المهمة التي يطرحها هذا الفصل، ترتبط بطبيعة النخب التي دفعت ببلادها بعيداً عن طريق النهضة والنمو؟ بالإضافة إلى طبيعة العلاقات المدنية العسكرية السائدة؟ وكذلك تحولات الشعبوية السياسية، وتقاليد العائلية السياسية التي ما تزال تميز الدولة الإفريقية، وتؤثر على عملية البناء المؤسسي المنشود؟.


([1]) يتم وصف الطابع الأساسي للدولة الاستعمارية من خلال استعارة حية من الكونغو البلجيكية، بولا ما تاري أو »محطم الصخور»، والتي تجسد »قواها الساحقة والقاسية» و»الهيمنة التي لا تقاوم».


Оцени и рецензии

5,0
1 рецензија

Оценете ја е-книгава

Кажете ни што мислите.

Информации за читање

Паметни телефони и таблети
Инсталирајте ја апликацијата Google Play Books за Android и iPad/iPhone. Автоматски се синхронизира со сметката и ви овозможува да читате онлајн или офлајн каде и да сте.
Лаптопи и компјутери
Може да слушате аудиокниги купени од Google Play со користење на веб-прелистувачот на компјутерот.
Е-читачи и други уреди
За да читате на уреди со е-мастило, како што се е-читачите Kobo, ќе треба да преземете датотека и да ја префрлите на уредот. Следете ги деталните упатства во Центарот за помош за префрлање на датотеките на поддржани е-читачи.