وحينما نحاول أن نستعرض مسيرة حياة وصفي الخالدة ، والتي لا تنضب ،بدءاً من ولادته وحتى استشهاده، فيمكننا القول أن وصفي رجل دولة وحكم، وهو الأردني والعربي والدولي لشجاعته التي كان يتصف بها، ونزاهته التي من المفترض ان تدرس في كل بقاع الأرض ومدارس الأردن، وأيضا مواقفه وآرائه وأفكاره اتجاه القضايا العربية وقضية فلسطين التي كانت همه الأول ، وكانت كما ظله أينما يذهب لا تفارقه، أبى التفريط في النقاش فيها ، وكانت بالنسبة له احد ركائز الأمة الاسلامية والعربية، فهي كانت شغله الشاغل، ماكانت جزءًا موصى عليه بل كانت أرضاً يصعب التفريط فيها مهما بلغ الثمن، وبالمجمل كان وصفي حاضراً قبل رحيله وبعد رحيله، وصفي الطفل والطالب والجندي والفلاح، والكاتب والسياسي، الذي نذر نفسه للوطن الذي ضمه، وصفي القول والفعل والعمل الذي كان لا يتوقف مهما كانت الظروف ومهما كان التعب ومهما كانت الحال.
ومن هنا كان لازما علينا أن نعيد إحياء ما كتبه الشهيد وصفي من كتب وإعادة نشرها وإحياء فكره الساسي والاقتصادي والاجتماعي الذي لو طبقته الحكومات من بعده لكان الوطن بخير ولكانت كرامة الأردني تعانق السماء.
سيظل وصفي صفحة ناصعة في قلوب وعقول الأردنيين وكل أحرار العرب، لقد عمّد وصفي التل مسيرته بدمائه ولم يلوثها بحسابات بنكية أو مشاريع على حساب لقمة الفقراء، عاش لوطنه وأمته ومات من أجلهما. ولم يكن يومًا ليلقي بالًا لحسابات الصغار، بل ظل كبيرًا وختم حياته كبيرًا.
رحم الله الشهيد وصفي التل،،