عبد الوهاب المسيري (1938- 2008)، مفكر عربي مسلم وأحد أعلام القرن العشرين. تخرّج بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، وحصل على الماجستير من جامعة كولومبيا، ثم نال الدكتوراه من جامعة رَتْجَرز بالولايات المتحدة الأمريكية. عمل مُدرسًا بجامعة عين شمس وجامعات عربية أخرى، كما عمل أستاذًا زائرًا في أكاديمية ناصر العسكرية، وجامعة ماليزيا الإسلامية، ورئيسًا لوحدة الفكر الصهيوني وعضوًا بمجلس خبراء مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، ومستشارًا أكاديميًا للمعهد العالمي للفكر الإسلامي بواشنطن، ومستشارًا ثقافيًا للوفد الدائم لجامعة الدول العربية لدى هيئة الأمم المتحدة بنيويورك، ومستشارًا لتحرير عدد من الحوليات التي تصدُر في ماليزيا وإيران والولايات المتحدة وانجلترا وفرنسا.
نُشر للعلامة المسيري كُتبًا كثيرة من أهمها سيرته الفكرية (رحلتي الفكرية: في البذور والجذور والثمر؛ 2001)، التي ترسم صورة مفصلة لولادة أفكاره وتكونها، والمنهج التفسيري الذي يستخدمه. وسيرته الشعريّة ( أغاني الخبرة والحيرة والبراءة؛ 2003)، التي تتتبع مراحل تحوّل وجدانه، من خلال شعره؛ وانتقاله من الماديّة إلى الإيمان. وقد طبقت شُهرته الآفاق كحُجّة في الشأن الصهيوني، وذلك بمؤلفه العمدة الذي أفنى فيه رُبع قرن من عمره؛ وصدر في ثمانية مجلدات: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية: نموذج تفسيري جديد (1999).
لكن اهتمامات المسيري الفكرية تجاوزت دراسة الصهيونيّة، بل إنه يعتبر موسوعته مجرد دراسة حالة في إطار مشروعه النظري. وقد صدر له؛ مثلًا: العالم من منظور غربي (2001)، والفلسفة المادية وتفكيك الإنسان (2002)، والعلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة (2002)، ودراسات معرفية في الحداثة الغربية (2006)، وكتب أخرى كثيرة.
وقد ظل الأدب "حبّه الأول"؛ فصدر له مثلًا: مختارات من الشعر الرومانتيكي الإنجليزي: ويشمل دراسات تاريخية ونقدية (1979)، وكتابه الفذّ: اللغة والمجاز بين التوحيد ووحدة الوجود (2002)، الذي ضمّنه نسقه اللغوي الذي تشكّلت به رؤيته وبُني عليه مشروعه الفكري. وقد صدر له عام 2007 عدة كتب فى النقد الأدبى؛ منها: قصيدة الملاح القديم للشاعر صمويل تيلور كوليردج، وهي طبعة مصورة مزدوجة اللغة (عربى-إنجليزى) مع دراسة نقدية، وكتابيه: دراسات فى الشعر، وفى الأدب والفكر.
وقد نال رحمه الله جوائز محليّة وعالميّة عديدة، وتُرجمت أعماله إلى اللغات الإنجليزية والفارسية والتركية والبرتغالية، كما صدرت دراسات كثيرة تتناول أعماله.