За е-книгава
العصر الذى يحل فيه الشيطان من سجنه ويخرج ليضل الأمم الذين فى أربع زوايا الأرض ( يوحنا 20 : 7 ) وذلك من خلال إحياء وبعث جميع البدع والعقائد الوثنية والعبادات الشيطانية القديمة التى تهاوت أمام إنتشار تعاليم الكنيسة الرسولية فى كل المسكونة, ولكنها الآن تعود للظهور مع تنامى الإرتداد الناتج عن انتشار البدع والضلالات المنكرة للاهوت المسيح والكهنوت وأسرار الكنيسة. فتزامن الإرتداد طرديا مع تنامى مذهب تحضير الأرواح الذى مهد لقبول عبادة الشيطان ويمهد الآن لإستعلانه منتحلا اسم المسيح وصفته وهيئته من خلال الإعلان عن قرب مجيء هذا المسيح ( الدجال ) على متن طبق طائر.
وقد جاءت هذه الإعلانات من خلال الوسطاء بواسطة أرواح نجسة تدعى تارة أنها أرواح مرشدة وتارة أنها تقود مركبات فضائية آتية من كواكب أخرى أكثر تفوقاً وعلماً, وهى تقر بأن التسلط على أجساد البشر هو وسيلتهم للإتصال بسكان الأرض.
والواقع أن تلك الوسيلة من وسائل الإتصال كافية فى ذاتها للكشف عن الشخصية الحقيقية لقادة هذه المركبات الفضائية. إذ أن تلك الوسيلة من وسائل الإتصال هى وسيلة الشيطان وقواته الجهنمية للإتصال بالبشر والتسلط عليهم.
وقد إتخذت ظاهرة الأطباق الطائرة مؤخراً أبعاداً خطيرة عندما غزت مركبة فضائية أرض الإتحاد السوفيتى مساء يوم 27 سبتمبر سنة 1989 وهبطت فى حديقة يوجنى بارك بمدينة فورونيج السوفيتية وخرج منها كائن ذو ثلاثة عيون.
والواقع أن تلك المركبات الفضائية لم تكن فى حقيقتها سوى إحدى مركبات الكروبيم التى ورد وصفها فى الكتب المقدسة, والتى أطلق عليها علماء اليوم إصطلاحاً اسم الأطباق الطائرة أو الأجسام الطائرة مجهولة الهويةUFO .
ورغم خطورة ظاهرة الأطباق الطائرة سيما تلك التى تتواصل من خلال وسطاء تحضير الأرواح التى تنتحل صفة الموتى بما يكشف عن ماهيتها الحقيقية وأنها فى الحقيقة والواقع مركبات شيطانية تمثل أول الغيث فى التمهيد لمقدم المسيح الدجال واستعلانه على الأرض ملكا على مدينة صور اللبنانية وفقا للنبوات ( حزقيال اصحاح 28 ).
الإ أن هذه الظاهرة على جليل خطرها لا تحظى بالإهتمام الواجب من جانب علماء اللاهوت ورجال الدين بالرغم من ثبوت التوافق بين أوصاف الكروبيم والأطباق الطائرة.
ونظراً لخطورة تلك الظاهرة, وبعد أن تبين لنا جسامة الخطر المقبل, وأن قادة تلك المركبات يهاجمون المسيحية ومعتقداتها وينكرون المجىء الأول لرب المجد ويبشرون بقرب مجىء قائدهم ( أى رئيس مملكة الظلمة ) باعتباره المسيح الحقيقى.
فقد رأينا بعد دراسة ظاهرة الأطباق الطائرة دراسة علمية وكتابية وتاريخية متعمقة أن نقدم للقراء نتائح أبحاثنا فى هذا المجال لنكشف لهم عن شبكة الشيطان المنصوبة خفية للبشر ليأخذهم فى حبالها فلا يؤخذون فيها. لأنه كما يقول الكتاب " باطلاً تنصب الشبكة أمام عينى الطير " ( أمثال 1 : 17 ).
ولما كانت تلك الظاهرة وغيرها من الظواهر الشيطانية هى محل بحثنا فى هذا المؤلف. لهذا فقد رأينا أن نبدأ مؤلفنا بالتعريف بجنس الملائكة فى ضوء الكتاب المقدس من حيث طبيعتهم وأنواعهم وهيئتهم وأوصافهم وقدرتهم كمدخل للتعرف على طبيعة الشيطان باعتباره ملاك ساقط. كما نعرض للنبوات المتعلقة بنزوله على الأرض واستعلانه ملكا على صور مع بيان كيفية مجيئه وموعده.
وفى القسم الثانى من المؤلف نعرض لظاهرة الأطباق الطائرة فى ضوء العلم والتاريخ والكتاب المقدس. كما نعرض للإتجاهات الثلاثة لموقف العلماء من ظاهرة الأطباق الطائرة وكيف أنها ثلاثة أوجه لظاهرة واحدة. مع بيان علاقة هذه الأطباق بمذهب تحضير الأرواح وحقيقة شخص المسيح الذى تبشر هذه الأطباق بقرب مجيئه.
