بدعة نسطور مؤسسة على خطأ الخلط بين النفس والروح

· Magdy Sadek
ഇ-ബുക്ക്
140
പേജുകൾ

ഈ ഇ-ബുക്കിനെക്കുറിച്ച്

مقدمة

الإسلوب الباطنى للنساطرة في شرح معتقداتهم

 

   انتشرت في العقود الأخيرة الكثير من كتب النساطرة بالمكتبات وعلى الإنترنت منسوبة للقديسين أثناسيوس الرسولى وكيرلس عمود الدين فضلا عن وجود إضافات نسطورية تم دسها على معظم مؤلفات كل من القديسين أثناسيوس الرسولى وكيرلس عمود الدين نفسها.

   ونظرا لأن الكثيرين ليس لديهم المعرفة الدقيقة بالخلافات الجوهرية بين علم اللاهوت الإسكندرى وعلم اللاهوت الأنطاكى حول طبيعة ( روح ) المسيح فضلا عن جهل الكثيرين بتكوين الإنسان وماهية الموت وتوارث الخطية والفداء وما يترتب على ذلك من نتائج منطقية تفسر فى ظلها كافة العقائد الخاصة بالمدرستين.

    فقد سقط الكثيرين بجهالة في كل بدع النساطرة بمختلف مذاهبها المؤسسة على بدعة إنكار لاهوت المسيح بالقول أن العذراء لم تلد ابن إلوهيم بل ولدت إنسان مثلنا يدعى يسوع المسيح بروح انسانية عاقلة احتجب بها الكلمة وتأنس بها, واختلف أقطاب النسطورية فى كيفية اتحاد الطبيعتين العاقلتين فيما بينهم.

   والغريب أن عقائد كل من مدرستى الإسكندرية وأنطاكية ظاهر حتى في المؤلفات المنسوبة زورا للقديسين أثناسيوس الرسولى وكيرلس عمود الدين.

    حيث تلاحظ لنا من خلال دراستنا للكتابات والرسائل المنسوبة للقديس كيرلس الإسكندرى أنها فى حقيقتها تمثل مناظرة بين كل من القديس كيرلس ونسطور وأنه تم حذف أشخاص المناظرة حتى يبدوا أن كل التعليم لكيرلس رغم تعارضه حيث أن بعض التعليم المتعلق بالطبيعة الواحدة اللاهوتية يفند بعضه الأخر المتعلق بتعليم أصحاب الطبيعتين أو يتضمن ردا عليه, ومن هنا فإن إدراك المتناقضات يمكننا من إمكانية التمييز بين تعاليم كل من مدرستى الإسكندرية وأنطاكية.

    والواقع أننا لا نكاد نجد مؤلفا للقديس كيرلس أو أثناسيوس الرسولى أو أى من الآباء القديسين إلا وبه إضافـات نسطورية تم دسها لإثبات النسطورية باستثناء ثلاث كتب لأثناسيوس الرسولى هم الرسالة إلى الوثنيين, وتجسد الكلمة , ورسائل أثناسيوس الرسولى عن الروح القدس, وثلاث رسائل للقديس امبروسيوس عن الروح القدس.

    أيا كان الأمر فإن التمييز بين أقوال كل من القديس كيرلس ونسطور يظهر العقائد الأساسية لكل من مدرسة الإسكندرية المؤسسة على عقيدة التجسد, ومدرسة أنطاكية المؤسسة على عقيدة التأنس المميزة لمعتقدات أصحاب الطبيعتين .

   وجدير بالملاحظة أن التأنس لغة معناه مصاحبة إنسان لآخر والإئتناس به عبر اتصال خارجى, ولا يعنى أبدا الحلول فيه. لهذا فإن التأنس كمصطلح نسطورى مبتدع لإثبات حلول الكلمة في إنسان مثلنا يدعى المسيح. هو مصطلح غير منضبط وغير دقيق من حيث مدلوله اللغوى فضلا عن عدم وجود أي سند كتابى له .

    وجدير بالذكر أن تعاليم نسطور تتسم بعدم المنطقية والتضاد في شقيها. بما يجعلها مضطربة وهى أقرب للهذيان وبلا معنى . كما تتسـم كتاباته أيضا بعدم الدقة فى استخدام المصطلحات اللاهوتية, وبعدم الأمانة العلمية فى عرض آراء خصومه. إذ غالبا ما يعرض آراء خصومه من منظور بدعته الخاصة بحتمية الإتحاد بين شخصين , وما يستنتجه هو منها لا بما يعتقدون هم به في الحقيقة.

    لذلك عندما يعرض لمعتقدات القديس كيرلس فإنه يعرضها بأسلوب باطنى يظهر خلاف ما يبطن فيتكلم عن التجسد وهو يبطن التأنس .

    والواقع أنه لو أن كلمة جسد كانت تعنى الإنسان أو المسيح كما يزعم نسطور لما كانت هناك حاجة لإبتداع مصطلح التأنس لإثبات بدعته في اتحاد الكلمة بإنسان مثلنا, لأن التأنس بالحلول فى إنسان حلولا تشخيصيا ليس تجسد بل تقمص يدعوه النساطرة تأنس, وهذا برهان على أن التجسد والتأنس ضدان لا يجتمعان.

    وإذ يكتب إليه كيرلس مصححا فهمه بأن الطبيعة الواحدة اللاهوتية للكلمة المتجسد معناها أن للمسيح الكلمة روح واحدة إلهية يفهم من ذلك أن كيرلس يعلـم بأن الجسد ( ويعنى به المسيح كإنسان مثلنا ) من ذات جوهر الكلمة المتحد به, وهو غير المفهوم الذى استنتجه الخلقيدونيين عندما أعلن أوطيخا ذات المعتقد فقالوا له إن هذا معناه أن الروح الإلهية إبتلعت الروح الإنسانية بحيث صار في جسد المسيح روح واحدة إلهية للكلمة المتجسد.

    وهكذا بذهن متبلد يفهم النساطرة العقائد الأرثوذكسية من خلال منظور بدعتهم ومعتقداتهم الخاصة.   

    وكثيرا ما يستخدم نسطور فى كتاباته ذات المصطلحات تارة من منظور بدعته الخاصة وتارة بمفهومها الصحيح بحيث تخدم معتقده ليظهر كتاباته وكأنها أرثوذكسية وكتابات خصومه وكأنها مبتدعة وهو ما يظهر بأجلى بيان فى الرسالة المزورة إلى أبكتيتوس والمنسوبة زورا للقديس أثناسيوس الرسولى وفيها يستخدم لفظة الجسد كمرادف للمسـيح أو الإنسان المولود من مريم. حيث يصف المسـيح بأنـه الجسد المأخوذ من مريم, وبهذا يظهر معتقده عند قوله بإتحاد إلوهيم بالجسـد وكأنه يعتقد أرثوذكسيا فى حين يبطن التأنس أي اتحاد الكلمة بإنسان لكونه يفهم الجسد بأنه إنسـان. أما الذين ينكرون اتحاد الكلمة بإنسان فيقول أنهم ينكرون الجسد وليس أنهم ينكرون اتحاد الكلمة بإنسان فيقلب الحق باطلا.

     كما يفسد معانى الكلمات بتفسيرها بمعانى تخالف معناها اللفظى مثال ذلك قول الكتاب عن المسـيح " أنه إذ كان فى صـورة إلوهيم أخلى نفسه آخذا صـورة عبـد " ( فيلبى 2 : 5 - 11 ) حيث يفسر نسطور صورة العبد والتي تعنى منظره الخارجي أي هييئته على أن المقصود بها روح العبد بقوله:

      كيف .. صار إنسانا إذا لم يكن قد أخذ صورة العبد أي أخذ النفس الإنسانية العاقلة وتجسد ( ظهور المسيح المحيى ف 16 ص 36 ). 

   فالصورة تعنى عنده النفس ( أى الروح ) وليس الهيئة أو الشكل فيفسد بذلك المعنى الصحيح إذ تصير صورة إلوهيم بمعنى روح إلوهيم منكرا بذلك الصورية لإلوهيم, وتصير صورة العبد التي هي منظره الخارجي بمعنى نفس العبد أى روحه حتى يثبت أن إلوهيم اتحد بنفس إنسانية عاقلة, وهكذا يفسد معانى الآيات بتفسيرها بطريقة باطنية منحرفة تشوه الحق الكتابى وتخدم معتقده.

   رغم أن الكتاب يقول عن المسيح يسوع ( باعتباره الكلمة وليس انسان حسب معتقد نسطور ) أنه أخلى نفسه. آخذا صورة عبد. صائرا في شبه الناس, وإذ وجد في الهيئة كإنسان ( فيلبى 2 : 7 -8 ).

    فإذا كان المسيح إنسان حسب نسطور فكيف يقال أنه أخلى نفسه أخذا صورة أو روح العبد إن كان هو عبد بالطبيعة, وأى إخلاء أن يأخذ إنسان صورة العبد وهو عبد بالطبيعة صائرا في شبه الناس إن كان هو بالطبيعة واحدا من الناس. وإن كانت صورة العبد تعنى روح العبد فيكون شبه الناس أرواح. أما إن كانت صورة العبد جسدانية فيكون شبه الناس من حيث الجسد أو المنظر الخارجي دون الجوهر, ولكن العديم الفهم يرى أن صورة العبد يقصد بها روح العبد وأن الكلمة احتجب بهذه الروح الإنسانية. وكأننا نرى روح العبد أي صورته التي احتجب بها الكلمة حسب نسطور ( تجسد ربنا يسوع المسيح ف 17 الفقرة الأخيرة ) ( ظهور المسيح المحيى ف 17 الفقرة الأولى ).  

    ثم عندما يعرض نسطور لآراء خصومه المعتمدة على هذه الآيات يعرضها وفقا لمعانيها المنحرفة التي تصورها كما فى الرسالة إلى أبكتيتوس التى استخدم فيها لفظة " نفس " للدلالة على " الصورة " بالقول أنهم يدينون أنفسهم الذين يقولون أن الكلمة كانت له نفس ( أي روح ) إنسانية بدلا من صورة إنسانية حتى قبل مجيئه.

    وهكذا يصور التعاليم المستقيمة بمعانى منحرفة لتبدوا وكأنها مضادة للحق الكتابى وهذا هو أسلوب نسطور المضلل.

    بناء على ذلك فإن التعامل مع النسطورية لا يكون بالأخذ بظاهر النصوص بل بالمفهوم الإصطلاحى لها كما يفهمها النساطرة.  

   كما تتسم كتابات نسطور أيضا فضلا عما تقدم بالقصور فى الفهم والقياس وليس أدل على جهله من تشبيه الإتحاد بين الطبيعتين ( الروحين ) العاقلتين بأنه كالإتحاد بين الروح والجسد. لاعتقاده أن الروح الإنسانية حجاب أي مسكن كالجسد.

    إلا أن القياس فاسد لأن الإتحاد بين الروحين ليس كالإتحاد بين الروح والجسد المادى. لأن الروح تسكن الجسد ولا تسكن روحا مثلها, ومن غير المنطقى أن يكون الإتحاد بين روحين عاقلتين بسكنى روح فى أخرى, هو مثل الإتحاد بين الروح وجسدها الخاص.

     كما أن حلول إلوهيم فى إنسان لا يصيره إلها يعبد, فالإتحـاد الذى يتم بين الطبيعة الإلهية وطبيعتنا بحلول روح إلوهيم فى قلب الإنسـان حلول نعمة  هو لمنح أجسادنا نعمة الحياة الجديدة والقيامة من الأموات بروحه الساكن فينا.

    أما حلول الابن الوحيد فى روح انسانية حلولا تشخيصيا حسب نسطور فهو حلول تقمص ينزه عنه إلوهيم , كما أن الروح الإنسانية ساكن لا مسكن فهى تسكن الجسد وتشخصه ولا تسكن ولا تشخص من غيرها خلاف ما يدعى نسطور بالقول :

    " أن الجحيم لم يكن يستطيع أن يحتمل ظهور اللاهوت غير محجوب في النفس الإنسانية " ( تجسد ربنا يسوع المسيح ف 17 ص 42 ).

     أى أن روح إلوهيم لبس الروح البشرية لتحجب لاهوته رغم أن الروح البشرية ليست حجاب ولا جسد ولا مسكن.

   ومن هذا المنطلق أخذ ثيؤدورت أسقف قورش بدعته بتشخيص اللوغوس للروح الإنسانية وكأنها جسد أو حجاب أو مسكن وليست جوهر روحانى عاقل وبسيط.

    ويعد ثيؤدورت أسقف قورش هو أول من أدخل التركيب على روح المسيح الإنسانية بأن جعلها مشخصة بالكلمة أى أنها مركبة من جزء خالق وجزء مخلوق.

    أيا كان الأمر فإن كتابات نسطور تتسم بعدم المنطقية لكونه رغم اعترافـه باتحاد الكلمة بإنسان نظيرنا يقول بشخص واحد, وهو يعبر عن ذلك بأساليب ملتوية تضاد بعضها البعض وتنقض بعضها البعض كما تثبت الأثنينية النسطورية.

    وكثيرا ما يستخدم نسطور وأصحاب الطبيعتين ذات الآيات التى استخدمها أريوس فى إنكار لاهوت المسيح لإثبات تعليم الإتحاد القائم على أساس أن المسيح ليس هو الكلمة بل إنسان نظيرنا اتحد به الكلمة بكيفية مختلف حولها فيما بينهم.

    وعلى النقيض من ذلك نجد أن تعاليم كيرلس مؤسسة على الحق الكتابى وعلى إقرار الإيمان برب واحد وبروح واحدة إلهية للمسيح الكلمـة المتجسد وعلى رفض أى تعليم بالتأنس والإتحاد بين الكلمة وإنسان يدعى يسوع المسيح رفضا باتا لأن القول به يترتب عليه أن يكون المولود من مريم إنسان نظيرنا اتحد به إلوهيم الكلمة الأمر الذى ينتج عنه إنكار لاهوت المسيح وتجسده ومجيئه فى الجسد لأن إتحاد الكلمة بإنسان نظيرنا ليس تجسدا ولا ولادة بل حلول فى إنسان نظيرنا اخترعوه ليقدموه للموت والصلب والقيامة ليجلسوه بعد ذلك على عرش الإلوهية وبهذا يحولون إنجيل المسيح صورة إلوهيم إلى بشارة بإنسان أو كائن مختلط ليس هو إلوهيم غير المتغير الذى هو هو أمس واليوم وإلى الأبد.

     وقد أوضح نسطور أن الاتحاد بين الطبيعتين أى الروحين الإلهية والإنسانية فى المسيح هو اتحاد فى وحدة اسم المسيح , لأن الابن الوحيد باتحاده بالإنسان يسوع المسيح صار يسمى باسمه, واما المسيح كإنسان فكرم بتسميته بالابن, لهذا لا يوجد سوى مسيح واحد وابن واحد من الإثنين حتى لو ادرك أنه من اثنين ومن جوهرين مختلفين, لأن اختلاف الطبائع لم يبطل بسبب الإتحاد ( الرسالة رقم 4 ف 3 ) لأن الاتحاد بدون اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير.

    أما ثيؤدورت أسقف قورش فقد رأى أن الإتحاد بين الطبيعتين قائم على أساس وحدة الأقنوم الجامع للطبيعتين, وانتهى إلى بأن اللوجوس هو مركز الشخصية فى الروح الإنسانية التى تألهت باللوجوس الذى شخصها منذ نشأتها.

    والواقع أن مجرد اعتراف أصحاب الطبيعتين بالإتحاد بين اللاهوت والناسوت بصرف النظر عن كيفيته معناه أن يسوع المسيح المولود من مريم هو إنسان نظيرنا وبذلك يحسبون ضمن الذين ينكرون لاهوته ومجيئه فى الجسد.

     لذلك فإن إقرار أصحاب الطبيعتين بأن العذراء هى والدة الإله رغم اعتقادهم بأن المسيح المولود منها هو إنسان نظيرنا اتحد به إلوهيم الكلمـة بكيفية مختلف حولها لن يغير من حقيقة الأمر شيئا. لأنه كيف تكون العذراء والدة الإله إن كانوا يقرون بأن المسيح المولود منها إنسان نظيرنا؟

    والواقع أنهم إن لم يعترفوا بأن المسيح المولود من العذراء هو القدوس ابن إلوهيم الوحيد وأنه ليس إنسان فإنهم يحسبون ضمن منكرى لاهوته ومجيئه فى الجسد, لأن إتحاد الكلمة بمسيح هو إنسان نظيرنا ليس تجسدا ولا ولادة بل اتحاد بإنسان بكيفية مرفوضة على كل وجه جملتا وتفصيلا.

   والواقع أن هناك خلافات جوهرية ومتضاربة فى تعليم أصحاب الطبيعتين لأنها كبدعة ليس لها تعليم مستقر بل هى متطورة وتحمل فى طياتها تناقضات كثيرة ولسبب ذلك كفر أصحاب الطبيعتين بعضهم بعضا فقد كفر نسطور بدعة ثيؤدورت المؤسسة على فكرة اتحاد الطبيعتين فى أقنوم واحد إلهى مكفرا القائل بها باعتبارها تؤول لتأله الناسوت أى الروح الإنسانية وصيرورة عقلها إلهيا أى سمائيا.

    وأيا كانت الخلافات حول كيفية الإتحاد بين الطبيعتين فكلها تدور فى فلك إنكار لاهوت المسيح وتجسده لأنه حيثما ذكرت كلمة اتحاد بين طبيعتين إلهية وإنسانية فقد بطل التجسد والولادة لأن حلول الكلمة فى إنسان نظيرنا يسمى يسوع المسيح يترتب عليه إنكار لاهوت المسيح وتجسده ومجيئه فى الجسد.

    فلا ينسب أحد للقديس كيرلس أو أثناسيوس الرسولى أى من هذه التعاليم الخاصة بأصحاب الطبيعتين بجهل وإظلام الذهن العاطل عن الفهم. لأن أشياء كثيرة قد أصابها التزوير بواسطة أعداء الحق على الوجه السالف إيضاحه.

    فإن كان الكلمة بالإتحاد بإنسان وفقا لمذهب ثيؤدورت قد ابتلع العقل البشرى ووفقا لمذهب البرادعى قد عدم الجوهرين معا, فإنه وفقا لمعتقدهم أن ما يترك فى الإتحاد لا يخلص. فكيف سيخلص العقل البشرى وقد ابتلع من اللوجوس بحسب مذهب ثيؤدورت, وكيف ستخلص الروح الإنسانية العاقلة وقد امتزجت بالطبيعة الإلهية ونشأت طبيعة جديدة ليست أيا منهما بحسب مذهب يعقوب البرادعى.

    لهذا ليس من المستغرب أن النساطرة أعداء لاهوت المسيح وصورته الإلهية أنهم بعد أن قسموا المسيح إلى شخصين, أن يعودوا ويوحدوا بينهما فى وحدة الاسم وكرامة البنوة حسب نسطور, وفى وحدة أقنوم الكلمة الجامع للطبيعتين حسب ثيؤدورت, وفى وحدة روح مؤتلفة من طبيعتين لا جنس لها مشخصة بالكلمة حسب ساويرس الأنطاكى, أو مشخصة باين من ابنين حسب البرادعى.

    وهم إلى اليوم حسبما هو ظاهر من إقرارات إيمانهم لا يستطيعون أن يحددوا كيفية هذا الإتحاد هل هو حسب نسطور أم حسب ثيؤدورت أم حسب ساويرس الأنطاكى أم حسب البرادعى. لأن الأول يقول بأن الشخصين متحدين فى وحدة اسم المسيح وكرامة البنوة,  والثانى يقول بأن أقنوم الكلمة هو المشخص للطبيعتين الإلهية والإنسانية معا, والثالث يبطل الطبيعتين ( الروحين ) والعقل البشرى مناديا بطبيعة جديدة مؤتلفة من طبيعتين مشخصة بالكلمة, والرابع يقول بطبيعة مؤلتفة من طبيعتين مشخصة بابن مؤتلف من ابنين . 

    هذه هي معتقدات أصحاب الطبيعتين المعلنة ظاهريا أما باطنيا فيقولون أن الاتحاد بدون اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير فيعودون بذلك إلى دائرة النسطورية , وهم يفضون الاتحاد أو الإئتلاف عندما يتعلق الأمر بتعرض المسيح لأى انفعالات يعتبرونها انسانية أو تعرضه لآلام الجلد والصلب ودق المسامير والطعن بالحربة والقيامة فنراهم يقولون برأى نسطور حتى تقع الآلام على الإنسان وحده ولا تقع على الكلمة المحتجب بروحه الإنسانية .   

    مما تقدم يتضح أن جميع مذاهبهم مؤسسة على معتقدات نسطور التى تم حرمها فى مجمع أفسس الأول سنة 431 ميلادية وجميعها أكثر جنونا من بدعة نسطور نفسها,

    فالأول أى نسطور اسقطهم فى شنيعة عبادة المخلوق دون الخالق, والثانى والثالث اسقطهم فى عبادة كائن أسطورى من أنصاف الآلهة, اما الرابع فأسقطهم في عبادة إله لا جنس له.

    والواقع أن هؤلاء الذين أعمى إله هذا الدهر بصيرتهم لكى لا يروا إنارة إنجيل مجد المسيح الذى هو صورة إلوهيم لا يدركون شناعة قولهم باتحـاد إلوهيم الكلمة بإنسـان مثلنا مولود من مريم يدعى يسوع المسيح بروح انسانية عاقلة لأن محصلة هذا التعليم أنه لا المسيح المولود من مريم هو إلوهيم ولا أن كلمة إلوهيم قد تجسد أو ولد من مريم, لأن اتحاد إلوهيم الكلمة بإنسان نظيرنا ليس ولادة ولا تجسد بل حلول فى إنسان وبهذا أبطلوا التدبير وانحرفوا إلى عبادة المخلوق دون الخالق المبارك إلى الأبد آمين.  

    إن خطأ النسطورية القاتل هو عدم إدراكها البساطة التى فى المسيح صورة إلوهيم غير المنظور بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته الذى بعدما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا جلس فى يمين العظمة ( أى فى صورة مجده ) فى الأعالى.

    فالمسيح ليس إنسانا مثلنا وليس هو كائن اسطورى من أنصاف الآلهة اليونانية ولا مزيج من إله وانسان كما يحاول الذين بلا فهم تصويره بل هو صورة إلوهيم بشهادة الأسفار المقدسة وشهود الرب وهذه هى شهادة يوحنا :

    ونحن قد نظرنا ونشهد أن الآب أرسل الابن مخلصا للعالم. من اعترف بأن يسـوع هو ابن إلوهيم فإلوهيم يثبت فيه وهو فى إلوهيم ( يوحنا الأولى 4 : 14 - 15 ) ونحن فى الحق فى ابنه يسـوع المسـيح هـذا هـو الإلـه الحق والحياة الأبديـة ( يوحنا الأولى 5 : 20 ).

    فالمسيح بهاء مجد إلوهيم ورسم جوهره هو كمال الإعلان عن الذات الإلهية إذ هـو صورة إلوهيم الأمر الذى أثبته بولس الرسول بقوله:

     " عظيم هو سر التقوى إلوهيم ظهر فى الجسد ".

     فالمسيح حسب الجسد هو الكائن على الكل إلها مباركا إلى الأبد آمين ( رومية 9 : 5 ).

    وهذا معناه أن روح المسيح ليست انسانية ولا مركبة ولا مؤتلفة من طبيعتين. بل هى طبقا للحق الكتابى إلهية ( رومية 8 : 9 ) أزلية ( العبرانيين 9 : 14 ) محيية ( كورنثوس الأولى 15 : 45 ) ناطقة فى الأنبياء( بطرس الأولى 1 : 11 ).

     ورغم كفاية ما تقدم فى إظهار الحق من الباطل , إلا أننا سنعرض فيما يلى لبدعة نسطور لبيان الأسس والأخطاء والمغالطات التى قامت عليها وتفنيدها بإظهار صورة التعليم الصحيح المؤيد بالحق الكتابى, حتى يكون القارىء على معرفة حقة بهذه العقيدة الموسسة على خطأ الخلط بين النفس الحية والروح الإنسانية العاقلة, وما ترتب على هذا الخطأ من نتائج قاتلة كالتى وقع فيها الصدوقيين وشهود يهوه ومنكرى وراثة الخطية الجدية .


ഈ ഇ-ബുക്ക് റേറ്റ് ചെയ്യുക

നിങ്ങളുടെ അഭിപ്രായം ഞങ്ങളെ അറിയിക്കുക.

വായനാ വിവരങ്ങൾ

സ്‌മാർട്ട്ഫോണുകളും ടാബ്‌ലെറ്റുകളും
Android, iPad/iPhone എന്നിവയ്ക്കായി Google Play ബുക്‌സ് ആപ്പ് ഇൻസ്‌റ്റാൾ ചെയ്യുക. ഇത് നിങ്ങളുടെ അക്കൗണ്ടുമായി സ്വയമേവ സമന്വയിപ്പിക്കപ്പെടുകയും, എവിടെ ആയിരുന്നാലും ഓൺലൈനിൽ അല്ലെങ്കിൽ ഓഫ്‌ലൈനിൽ വായിക്കാൻ നിങ്ങളെ അനുവദിക്കുകയും ചെയ്യുന്നു.
ലാപ്ടോപ്പുകളും കമ്പ്യൂട്ടറുകളും
Google Play-യിൽ നിന്ന് വാങ്ങിയിട്ടുള്ള ഓഡിയോ ബുക്കുകൾ കമ്പ്യൂട്ടറിന്‍റെ വെബ് ബ്രൗസർ ഉപയോഗിച്ചുകൊണ്ട് വായിക്കാവുന്നതാണ്.
ഇ-റീഡറുകളും മറ്റ് ഉപകരണങ്ങളും
Kobo ഇ-റീഡറുകൾ പോലുള്ള ഇ-ഇങ്ക് ഉപകരണങ്ങളിൽ വായിക്കാൻ ഒരു ഫയൽ ഡൗൺലോഡ് ചെയ്ത് അത് നിങ്ങളുടെ ഉപകരണത്തിലേക്ക് കൈമാറേണ്ടതുണ്ട്. പിന്തുണയുള്ള ഇ-റീഡറുകളിലേക്ക് ഫയലുകൾ കൈമാറാൻ, സഹായ കേന്ദ്രത്തിലുള്ള വിശദമായ നിർദ്ദേശങ്ങൾ ഫോളോ ചെയ്യുക.