تعلمت مبكرا نسبيا أن أدافع بقوة عن افكاري لكن بدون أن أستبعد أن الأيام قد تثبت أني كنت مخطئا. فما نحن واثقين أنه الحقيقة الأكيدة في مرحلة عمرية معينة وضمن حدود تجربة تلك الأوقات، قد لا نراه عندما ندخل تجارب أخرى ويزداد الأفق والمعرفة. والوعي ليس بعدد الكتب المقروءة ولا بعدد الشهادات الجامعية وإن كان كل هذا مهما كأساس. من وجهة نظري يتمظهر وعي الانسان في السلوك لان السلوك هو الذي يكشف مستوى الوعي. لا يمكن للإنسان المناضل لأجل قضية إلا أن يكون محترما. ولا يمكن للمثقف إلا أن يكون محترما ونزيها. وعندما لا يكون كذلك، معنى هذا أن هناك خلل ما ينبغي إصلاحه. بل لعل أخطر البشر هم من يملكون المعرفة لكنهم يستخدموها لأجل أغراض شخصية ضيقة الأفق أو لغرض الدفاع عن الباطل وهو أمر لا يتناسب مع ما يملكون من معارف.
كاتب وباحث فلسطيني مقيم في النرويج