في تاريخ الإنسان ,ومنذ بداية الخلق كان للباحث عن العدالة وجهة نظر خاصة به , فلم يقبل قابيل عدالة الرب بقبوله قربان هابيل فقتله , ويشار إلي هذا بأنها أول جريمة قتل في تاريخ الكون , لكنها في الحقيقة أيضا أول حالة رفض كوني لحكم عادل صادر من رب الأكوان , وهو أمر شديد الخطورة , فلم يكن الرفض لحكم صدر من بشر , بل لحكم صدر من الإله الواحد , فقد إعترض قابيل علي حكم الرب , وهو إعتراض نابع من وجهة نظر قابيل لمفهوم العدالة لديه , وجهة نظر بشرية تُعلي من قيمة الذات فوق قيمة الحقيقة العادلة , فإذا كان أول الخلق معترضا علي حكم الرب , فكيف يرفض البشر الإعتراض علي حكم بشري , وهذه هي قصة العدالة التي يسعي الإنسان من وجهة نظره في تطبيقها مقارنة بعدالة القاضي غير مقدس , التي هي أيضا مجرد وجهة نظر مبنية علي قانون وضعي هو في الأصل وجهة نظر لعدد من البشر , غير المقدسين , لذلك يري البعض أن من حقهم تطبيق العدالة بأنفسهم , وهذه قصة من سعي لذلك .