سكرين شوت

· دار تويا للنشر و التوزيع
3,0
2 կարծիք
Էլ. գիրք
122
Էջեր

Այս էլ․ գրքի մասին

*منه فيه!*

أجلسُ على المقعد الخلفي للسيارة، بينما سائقُ "الأوبر" لا يسمع سوى ذلك الصوت المُتكرر القادم من خلفه "كليك كليك كليك"!

صوتٌ مزعجٌ يُصدر من هاتفي المحمول بشكلٍ لا ينقطع..


إنه صوتُ التقاط الصور بكاميرا الموبايل.. صوتٌ يعرفه الجميع..


ينظرُ لي السائقُ مرتابًا من خلال المرآة الأمامية للسيارة، يظنني ألتقط صورة خلفية لـ "قفاه"، ربما سأنشرها على "فيسبوك" مع "هاشتاج" مثير للجدل لأدشِّن حملة "شيَّر وافضحهم"، ضد سائقي "الأوبر"!


 ألتفتُ له وأنا أعرف جيدًا مقصده من السؤال، أتفهم دوافعه للارتياب، فأطمئنه أنني لا أفعل، لا ألتقط أية صور له.


"متقلقش مش بصوَّرك"..



يسألني السائقُ متعجبًا: "أتصورين الطريق؟"


لا أرد، فينظر لي متشككًا؛ فالـ "موبايل" غير مُسلَّط على "الشبَّاك"..

وإن كان الأمرُ كذلك.. فما الذي أقوم بتصويره إذن بكل ذلك الشغف؟!


أخبره أنني بالفعل أقوم بالتصوير..

لكنني لا أصوِّره، ولا أصوِّر سيارته، ولا أصوِّر الطريق، بل أصوِّر شيئًا آخر أو عدة أشياء، أصوِّر "من على الموبايل"، "بالموبايل"، يعني بالبلدي الصورة "منه فيه"!



"سكرين شوت".. مُصطلح أجنبي بالأساس، لا توجد ترجمة عربية متداولة له، سوى "لقطة للشاشة".

 لو أخبرتُ السائق أنني أصوِّر "لقطة للشاشة" بالتأكيد لن يفهم، ليست هناك كلمة مألوفة باللغة العربية لما أفعله


"لا متقلقش، أنا باخد سكرين شوت لحاجة".. هكذا أخبرته.


"الموبايل مجنن كل الناس".. يرد عليَّ السائق ضاحكًا وقد ارتاح باله، أنا لا أصوِّره ولا أصوِّر سيارته إذن.



 أشرد مُسلطةً بصري على الطريق عبر نافذة السيارة وأفكر..


بعينيَّ.. أستطيع أن أسجل كل ما أراه من قُبح ومن جمال، ربما أغلقهما أحيانًا من باب التغافل كي لا أرى ما لا يُعجبني، ولكنني أغلقهما أيضًا عندما يمر بي شيء جميل.. أي شيء أحبه، أي لحظة أريد أن أحبسها ولا أجعلها تفلت من مخيلتي..



*حبسُ اللحظة*

يقولُ نجيب محفوظ: "وإنها لنقمةٌ أن تكون لنا ذاكرة، ولكنها أيضًا النعمة الباقية"..


وذاكرتنا لا تتسعُ لكل شيء، ولهذا اخترع الإنسانُ التدوين، ولهذا اخترع الإنسانُ التصوير!


حبسُ اللحظة كي لا تضيع في متاهات الذاكرة، حبسها لاستعادتها لاحقًا، استعادتها بأنفسنا، أو إتاحتها للغير، حبسُ اللحظة هو الهدف الأسمى لفن الكتابة، وكذلك فن الرسم.


 الرسمُ على جدران المعابد القديمة، مرورًا بعصر الصورة الفوتوغرافية، ثم الصورة السينمائية.. حبسُ اللحظة هو الهدف.


 أما اللحظاتُ الافتراضية، في الواقع الموازي، فلا يصلح لحبسها سوى ذلك الإدمان الجديد الذي أقلق سائق "الأوبر"، ذلك الـ "سكرين شوت" الساحر واللعين.



Գնահատականներ և կարծիքներ

3,0
2 կարծիք

Հեղինակի մասին

سمر طاهر

مؤلفة، وكاتبة سيناريو مصرية، وعضوة باتحاد كُتَّاب مصر.

حصلت على درجة الماجستير في الإعلام من جامعة القاهرة.

درست فن السيناريو والنقد السينمائي بأكاديمية رأفت الميهي للسينما.

شاركت في كتابة عددٍ من الأعمال الدرامية، من أهمها مسلسل "هذا المساء".

حصلت على ورشة تدريبية للكتابة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وصعوبات التعلم، تحت إشراف الهيئة اللبنانية لكتب الأولاد.

صدر لها أكثر من 16 كتابًا للأطفال والكبار، عن دور نشر مصريةٍ وعربية ومختلفة، وحصلت على جائزة إبييدي لأدب الطفل.

Գնահատեք էլ․ գիրքը

Կարծիք հայտնեք։

Տեղեկություններ

Սմարթֆոններ և պլանշետներ
Տեղադրեք Google Play Գրքեր հավելվածը Android-ի և iPad/iPhone-ի համար։ Այն ավտոմատ համաժամացվում է ձեր հաշվի հետ և թույլ է տալիս կարդալ առցանց և անցանց ռեժիմներում:
Նոթբուքներ և համակարգիչներ
Դուք կարող եք լսել Google Play-ից գնված աուդիոգրքերը համակարգչի դիտարկիչով:
Գրքեր կարդալու սարքեր
Գրքերը E-ink տեխնոլոգիան աջակցող սարքերով (օր․՝ Kobo էլեկտրոնային ընթերցիչով) կարդալու համար ներբեռնեք ֆայլը և այն փոխանցեք ձեր սարք։ Մանրամասն ցուցումները կարող եք գտնել Օգնության կենտրոնում։