عرضُ الشُّبهاتِ كما تَرِدُ عادةً على أَلْسِنةِ أَهْلِها، مع ما فيها من جَزْمٍ ووُثُوقيّةٍ في صِحّةِ دعاوى تاريخيّةٍ أو فُهومٍ لِنُصوصٍ قرآنيّةٍ، قبل الردِّ عليها بنقضِ صِحّة الدَّعْوى التاريخيّةِ أو الفهمِ المنكِرِ أو المرجوحِ للآياتِ القرآنيّةِ.
جاء الردُّ على الشُّبهاتِ مُخْتَصَرَ العِبارةِ، ومُتَنَوِّعَ الأَوْجُهِ، مع توثيقِ كُلِّ معلومةٍ من مظانّها العِلميّةِ المعتبَرَةِ، دون إسهاب؛ حتّى يكون الكتابُ دانِيًا لطالبِ المعرفةِ.
أرجو أن يساهمَ هذا الكتابُ في بيانِ أهميّةِ الاعتناءِ بالدِّراساتِ التوراتيّةِ والإنجيليّةِ والأركيولوجيا الكتابيةِ للمُعْتَنِين بعلومِ القرآنِ، خاصّةً علمَ التّفسيرِ، وكذلك للمعتنين بدراسةِ الاستشراقِ؛ فإنّ عامّةَ الشُّبهاتِ الاستشراقيّةِ تقومُ على استنباطِ المعارضاتِ بعد تَتَبُّعِ التُّراثَيْنِ اليهوديِّ والنصرانيِّ، وتخطئةِ القرآنِ من ذاك الوجهِ، تسليمًا بما في ذاك التُّراثِ أو تكذيبًا له ولمن تابَعَهُ.
د. سامي عامري: تونسي حاصل على دكتوراه في مقارنة الأديان، ومؤلف ومحاضر وباحث في الأديان المقارنة والمذاهب المعاصرة، والمشرف العلمي على مبادرة البحث العلمي لمقارنة الأديان وأحد مؤسسيها، ويقدم التسجيلات المرئية ويؤلف الكتب في مقارنة الأديان، والمذاهب المعاصرة، والاستشراق.