طبيعة واحدة إلهية للمسيح الكلمة المتجسد

· Magdy Sadek
E‑kniha
252
Stránky

Podrobnosti o e‑knize

 إن الغاية من كتاب الطبيعة الواحدة الإلهية للمسيح الكلمة المتجسد هو التصدى لبدع أصحاب الطبيعتين المتفشية بمختلف مدارسها بين الكثيرين من حملة لواء التعليم حتى صار الكثير منهم  بسبب اعتناقهم النسطورية يعتقدون أنها تمثل الأرثوذكسية فبدأوا يتسآلون هل كان نسطور نسطوريا ؟ وربما أنه من أجل هذا إضافة إلى أسباب أخرى مؤدية للإرتداد عينه قيل : متى جاء ابن الإنسان ، ألعله يجد الإيمان على الأرض ( لوقا 18 : 8 ).

    لهذا فقد صار من الضرورى العمل على تفنيد هذه البدع النسطورية المتنوعة التي ليس لها أي سند كتابى صحيح والتى تمثل بالحق تعليم ضد المسيح كما هو مكتوب :

    كل روح لا يعترف بيسوع المسيح ( إسم إلوهيم ) أنه قد جاء فى الجسد . فليس من إلوهيم, وهذا روح ضد المسيح ( يوحنا الأولى 4 : 3 ) لأنه عظيم هو سر التقوى ( العبادة ) إلوهيم ( يسوع المسيح ) ظهر فى الجسد ( تيموثاوس الأولى 3 : 16 ) هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية ( يوحنا الأولى 5  : 20 ).

    لهذا رأيت بنعمة إلوهيم أن أكتب ببراهين كثيرة مفندا للنسطورية بكافة مذاهبها وبدعها الخبيثة مظهرا وكاشفا عوارها وتعارضها مع صورة التعاليم المستقيمة التى بحسب الحق الكتابى وأولها إظهار أن اسم يسوع  المسيح هو اسم إلوهيم الذى نعتمد باسمه ( أعمال 2 : 38 ) أى باسم الآب والابن والروح القدس ( متى 28 : 19 ) وأنه صورة إلوهيم غير المنظور بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته, وانه مسح مسيحا منذ الأزل , وأنه خلقنا على صورته الإنسانية كشبهه, وأن نفس انوفنا مصدره المسيح الرب ( مراثى أرميا 4 : 20 ).

    لهذا قال لتلاميذه : فإن رأيتم ابن الإنسان صاعدا إلى حيث كان أولا ( يوحنا 6 : 62 ).

   لهذا عندما نزل إلينا متجسدا هيأ جسده على صورة مجده, لهذا قال من رآنى فقد رأى الآب ( يوحنا 14 : 9 ) والذى يرانى يرى الذى أرسلنى ( يوحنا 12 : 45 ).

     مثبتا بذلك أن ابن الإنسان ( أي صورته كإنسان ) هي ذات صورة الآب الكائن بها منذ الأزل ( فيلبى 2 : 5 - 8 ) بهاء مجده ورسم جوهره, وأنه سيصعد إلى حيث كان أولا بجسده الذى جعله على ذات صورة مجده معلنا سر يفوق أذهان البشر بقوله تبارك اسمه :

    وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء.

   أي أنه رغم نزوله من السماء في صورته كابن انسان وتجسده, إلا أنه كائن في السماء على عرشه فوق مركبة الكروبيم بذات صورته التى رأه بها حزقيال النبى ووصفه قائلا :  بأنه نظر شبه كمنظر إنسان عليه من فوق , ورغم أنه نظر انسان إلا انه قال عنه بانه نظر مجد إله إسرائيل عليه من فوق ( حزقيال 1 : 26 + 10 : 19 -20 ) ( إشعياء 6 : 1 , 5 ).

    وها معناه أن صورة المسيح كإبن انسان هى بهاء مجد إلوهيم ورسم جوهره.

    هذا السر المكتوم الذى لم يعلم به أجيال من البشر بأن صورة السيد المسيح الإنسانية هي ذات صورة إلوهيم غير المنظور أعلنه بولس الرسول بقوله :

    إلوهيم بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديما بأنواع وطرق كثيرة كلمنا فى هذه الأيام الأخيرة فى ابنه ( أى صورته ) الذى جعله وارثا لكل شىء الذى به أيضا عمل العالمين. الذى وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته بعدما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا جلس فى يمين العظمة فى الأعالى .. وعن الملائكـة يقـول الصـانع ملائكته رياحا وخدامه لهيب نار, وأما عن الابن ( صورة الآب ) كرسيك يا إلوهيم إلى دهر الدهور قضيب استقامة قضيب ملكك .. من أجل ذلك مسحك إلوهيم إلهك ( أى الروح القدس روح المسيح ) بزيت الإبتهاج ( العبرانيين الأصحاح الأول ) أى أن مسحته أزلية ( أمثال 8 : 2, 23 ).

    هكذا نرى أن الذى هو بالحقيقة صورة إلوهيم غير المنظور بهاء مجده ورسم جوهره الذى به عمل العالمين. الذى كرسيه إلى دهر الدهور هو الذى جاء واشترك معنا فى اللحم والدم ( العبرانيين 2 : 4 ) مولودا من امرأة مولودا تحت الناموس ليفتدى الذين تحت الناموس لننال التبنى ( غلاطية 4 : 5 ). 

    هذا هو سر المسيح الذى قال عنه بولس رسول الأمم العظيم :

    أنه بإعلان عرفنى بالسر .. الذى بحسبه حينمـا تقرأونه تقدرون أن تفهموا درايتى بسر المسيح الذى فى أجيال أخر لم يعرف بـه بنو البشر كما قد أعلن الآن لرسله القديسين وأنبيائه بالروح .. لى أنا أصغر جميع القديسين أعطيت هذه النعمة أن أبشر بين الأمم بغنى المسيح الذى لا يستقصى وأنير الجميع فى ما هو شركة السر المكتوم منذ الدهور فى إلوهيم خالق الجميع بيسوع المسيح. لكى يعرف الآن عند الرؤساء والسلاطين .. بواسـطة الكنيســة ( أفسس 3 : 3 – 10 ).

   من ذلك يتضح ان صورة المسيح الإنسانية كإبن إنسان هي صورة إلوهيم الذى خلقنا على صورته منذ البدء وهو الذى نفخ في أنف آدم نفس الحياة الذى هو علة حياة أجساد جميع البشر.

   فالمسيح ليس إنسان ( غلاطية 1 : 1 , 12 ) من حيث الجوهر, وإنما ظهر فى الهيئة كإنسان ( فيلبى 2 : 7 - 8 ) باشتراكه معنا فى اللحم والدم ( العبرانيين 2 : 14 ) الذى هيأه أي جسده ( العبرانيين 10 : 5 ) على صورة مجده ببرهان قوله: الذى رآنى فقد رآى الآب ( يوحنا 14 : 9 ) لكى بروحه الأزلى ( العبرانيين 9 : 14 ) الذى هو روح المسيح الناطق فى الأنبياء ( بطرس الأولى 1 : 11 ) يقدم دمه الذى بلا عيب ولا دنس ( بطرس الأولى 1 : 18 ) فداءا عنا. مماتا به فى الجسد ولكن محيى ( أي الجسد ) فى الروح ( بطرس الأولى 3 : 18 ) ( كورنثوس الأولى 15 : 44 - 50 ) الذى به أيضا ( أي بروح الحياة الذى فيه ) سيحيى أجسادنا المائتة بروحه الساكن فينا ( رومية 8 : 2 ,  9 - 11 ) ( حزقيال 37 : 14 ).

     ورغم أن أكثر الذين تسممت أفكارهم بتعاليم أصحاب الطبيعتين المنحرفة ليس فقط لا يقبلون التعاليم الصحيحة بل ويقاومونها أيضا كما فى خلقيدونية إلا أنى عالم ومتيقن أن ليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس ( كورنثوس الأولى 12 : 3 ).

   لذلك فإن كل من يقول أن ابن إلوهيم ليس هو يسوع المسيح ( يوحنا الأولى 4 : 15 ) الذى جاء في الجسد ( يوحنا الأولى 4 : 3 ) بحسب الحق الكتابى, ويزعم بحسب روح ضد المسيح. بأن ابن إلوهيم جاء إلى انسان يدعى يسوع المسيح, وأن إلوهيم حل في روح هذا الإنسان بكل ملء لاهوته واحتجب بها دون أن يبطل عقلها, وأنه جعل هذا الإنسان واحدا معه في مجد اللاهوت بحسب نسطور, أو قال بحسب ثيؤدورت ومجمع خلقيدونية بأن الكلمة بحلوله في روح المسيح الإنسانية شخصها مبطلا عقلها البشرى, وبهذا صار كلمة إلوهيم هو المشخص لروح المسيح الإنسانية التي كمل جوهرها بتشخيص كلمة إلوهيم لها ( الجامع للطبيعتين لثيؤدورت ك 1 ق 3  ف 4 ص 51 -52 ) أو قال بأن للمسيح طبيعة مؤتلفة من طبيعتين مشخصة بالكلمة بحسب ساويرس الأنطاكى, أو مشخصة بكلمة مؤتلف من كلمتين بحسب يعقوب البرادعى, ولم يستحسن أن يعترف حسب الحق الكتابى المعلن بأن إلوهيم الذى ظهر فى الجسد ( تيموثاوس الأولى 3 : 16 ) هو يسوع المسيح الذى جاء فى الجسد ( يوحنا الأولى 4 : 2 – 3 ) باشتراكه معنا فى اللحم والدم ( العبرانيين 2 : 14 ) وأن روحه إلهية ( متى 12 : 28 ) ( أعمال 16 : 7 ) ( رومية 8 : 9 ) أزلية ( العبرانيين 9 : 14 ) محيية ( كورنثوس الأولى 15 : 45 ) ( رومية 8 : 2 ) ناطقة فى الأنبياء ( بطرس الأولى 1 : 11 ) وأنه صورة إلوهيم الذى أخلى نفسه آخذا صورة عبد ( فيلبى 2 : 5 – 11 ) فلا يلومن إلا نفسه دمه على رأسه. لأن يسوع المسيح المولود من مريم هو بالحقيقة ابن إلوهيم الوحيد المرسل إلى العالم لكى نحيا به ( يوحنا الأولى 4 : 9 ) الذى ليس بأحد غيره الخلاص.

     لهذا فإن كل من يأتي ولا يأتى بهذا التعليم هو تحت الحرم الرسولي القائل:

    " إني أتعجب أنكم تنتقلون هكذا سريعا عن الذي دعاكم بنعمة المسيح إلى إنجيل آخر. ليس هو آخر. غير أنه يوجد قوم يزعجونكم ويريدون أن يحولوا إنجيل المسيح, ولكن إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم، فليكن ملعونا .. وأعرفكم أيها الإخوة الإنجيل الذي بشرت به، أنه ليس بحسب إنسان. لأني لم أقبله من عند إنسان ولا علمته. بل بإعلان ( أى وحى ) يسوع المسيح ( غلاطية 1 : 6 - 12 ).

 

     وعن هذا الإيمان المسلم للقديسين يقول بولس الرسول:

     " احترزوا إذن لأنفسكم ولجميع الرعية التى أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة إلوهيم التى اقتناها بدمه " ( أعمال 20 : 26 - 28 ).

    لأن كل من يحسب أن دم المسيح دم إنسان ذى روح انسانية عاقلة أو مشخصة بالكلمة, أو ذى روح مؤتلفة من روحين مشخصة بالكلمة أو بابن من ابنين, ولم يعترف حسب الحق الكتابى بأن دم المسيح هو دم إلوهيم الذى سيحيى أجسادنا المائتة بروحه الساكن فينا. فإنه يصير كمن أزدرى بروح النعمة روح القيامة والحياة الذى هو روح المسيح الرب المحيى.

    إن هؤلاء الذين أعمى إله هذا الدهر أذهانهم لئلا تضىء لهم إنارة إنجيل مجد المسيح الذى هو صورة إلوهيم ( كورنثوس الثانية 4 : 3 - 4 ) لم يدركوا أن المسيح ليس إنسانا بل هو حكمة إلوهيم الممسوح مسيحا منذ الأزل ( الأمثال 8 : 12 , 23 - 30 ) وأنه الكائن فى صورة إلوهيم منذ الأزل ( فيلبى 2 : 5 - 8 ).   


Ohodnotit e‑knihu

Sdělte nám, co si myslíte.

Informace o čtení

Telefony a tablety
Nainstalujte si aplikaci Knihy Google Play pro AndroidiPad/iPhone. Aplikace se automaticky synchronizuje s vaším účtem a umožní vám číst v režimu online nebo offline, ať jste kdekoliv.
Notebooky a počítače
Audioknihy zakoupené na Google Play můžete poslouchat pomocí webového prohlížeče v počítači.
Čtečky a další zařízení
Pokud chcete číst knihy ve čtečkách elektronických knih, jako např. Kobo, je třeba soubor stáhnout a přenést do zařízení. Při přenášení souborů do podporovaných čteček elektronických knih postupujte podle podrobných pokynů v centru nápovědy.