ظلال العقل العربي - ج1: مسقط رأسي على المجتمع العربي من منظور سيكولوجي

· Mohamed Mabrouk
5.0
리뷰 1개
eBook
250
페이지

eBook 정보

في هذا الكتاب سنحاول الوقوف على ملامح العقل العربي بالمقارنة مع مجتمعات أخرى، أي سنجري مسقطاً رأسياً بمعيار القومية على الفكر والنتاج المعرفي لكل قومية كي نرى هل نحصل على اختلافات فكرية تبعاً لاختلاف القوميات أم لا، فنحن على يقين بأن الهوية الوطنية القومية لهي الأساس في بناء الفكر والوعي، أي مسألة سلالة عرقية شئنا أم أبينا. فالعقل البشري إذا ما تحدثنا عنه بصفة عامة على كل البشر وكل الشعوب سنجده متجانس في مستوى معين، وفي هذه الحال لا يمكن التفرقة بين "عقل أوروبي " و" عقل عربي" أو فكر أوروبي وفكر عربي، إنما إذا نظرنا بنظرة عرقية قومية على المجتمعات (أي باستخدام مجهر) ستظهر أمامنا فروق جوهرية، هذه الفروق منشأها السلالات العرقية التي هي منشأ القومية والنسيج الاجتماعي لكل شعب.. سنكتشف بجلاء أن العقلية المصرية علمية عملية تطبيقية على مدار تاريخها الطويل، بينما العقلية العربية أدبية بحتة، وكل رصيدها المعرفي أدبي، ولا تجيد التفكير العلمي.

ولكن هناك حالات يطغى فيها مؤثر لشعب ما على الشعوب المجاورة له فيصبغها بطابعه العام وتنطمس سماتها وخصوصياتها، ومنذ حقبة الفتوحات العربية حدث طمس للقوميات المدنية وسيادة للقومية العربية (الحجازية) ومن ثم تعطلت نسبياً القدرات الذاتية لهذه القوميات وصار الشائع والسائد هو العقل العربي ومن هنا جاءت تسمية " العقل العربي" أو " الفكر العربي" ليس لأن هذه الشعوب تفكر بعقلية متجانسة ولكن لأن السائد عليها هو طريقة تفكير العقل العربي منذ حقبة الفتوحات.. والدليل؛ لو نظرنا إلى ما قبل هذه الحقبة سنجد أن كل قومية لها تراث معرفي مختلف عن الأخرى، ولها منهجية فكر وبحث وعمل وبناء وإنتاج مختلفة عن الأخرى، ولها تاريخ إنجازات مختلفة عن الأخرى. فلا يمكن أن تدخل فصلاً دراسياً وتجد جميع الطلاب يستخدمون منهجية واحدة في البحث إلا إذا كانوا غشاشين من بعضهم أو مُوجهين لاتباع منهجية دون غيرها أو عاجزين عن إخراج طاقاتهم الذهنية الذاتية، في هذه الحال تتماثل القرائح لأنها اتفقت في التعطل عن الإنتاج.

ومن هذا الطرح نفهم أنه طالما هناك إبداع ذاتي، فلا بد أن يكون هناك اختلاف وتنوع بين العقلية المصرية والعقلية العراقية والعقلية العربية.. وهذا ما نسميه الهوية الوطنية أو القومية.. إنما إذا اتفقت هذه الشعوب جميعها تحت مسمى" العقل العربي" فندرك فوراً أنها لا زالت تعمل تحت غطاء وسطوة العقل العربي منذ عهد الصحابة الكرام الذين احتلوا هذه الشعوب وفرضوا عليهم الخضوع للسيادة العربية، وإن تحرروا سياسياً في عصرنا، لكنهم لم يتحرروا فكرياً بعد، لم تستطع التمرد على العقل العربي الذي سيطر على أسلافها قرون طويلة وعاش طور الريادة والسيادة عليهم.. فالأمر لا ينحصر في مسألة ممارسة السيادة السياسية والسيطرة الاقتصادية والدينية للعرب على هذه الشعوب، بل هناك قيد عقلي ثقيل ما زال رابضاً على أدمغتها، هذا القيد نتحسس وجوده من آثار ما تبقى من القومية العربية مثل اللغة العربية وآدابها وفنونها اللغوية الأدبية، فهي من بقايا هذه الاحتلال العربي، حيث في إيجبت كان السلطان العربي(الحاكم بأمر الله) قد أمر بقطع لسان كل من يتحدث غير اللغة العربية، فتحول الشعب من الجبتية (القبطية سابقاً) إلى اللغة العربية، وما زال هذا مستمراً حتى الآن، حتى وإن خضع العقل الجمعي لهذا الوضع وقتها واستمر هذا الخضوع حتى تحول بمرور الوقت إلى نوع من الرضا، لكن هذا الارتضاء لا يعني اختيار ولا يعني تحرر مما حدث ولا رضاء بما حدث في الماضي، ولكن يعني استسلام للأمر الواقع لأنه أصبح واقع.. وبتتابع الأجيال على هذا الواقع لم تعد الأجيال الجديدة تشعر بمرارة الألم الذي لحق أجدادنا عندما فُرض عليهم ترك لغتهم وتعلم اللغة العربية.. خصوصاً أن العرب خدعونا وربطوا القومية العربية بالدين الإسلامي، وكأنه لا يمكن أن تكون مسلماً إلا إذا أصبحت عربياً، لأن الرسول عربي ! برغم أن الرسول ما جاء عربياً إلا لعلاج القومية العربية المريضة...

فالعقلية المصرية علمية عملية تطبيقية، وهذا يظهر بجلاء في السيرة الذاتية لهذا الشعب على جداريات المعابد والمقابر والأهرام، بينما العقلية العربية أدبية بحتة ولا تعرف عن العلم شيئاً لأن نسيجها الذهني أدبي وليس علمي.. لكن بعدما طغت العقلية العربية على الشعوب المجاورة لها ومارست سيادتها الفكرية والثقافية والسياسية والدينية، كل ذلك جعل الشعوب تتقمص العقلية العربية دون وعي ولذلك تعطلت قريحتها عن الإنتاج...

وتدور منهجية البحث على عدة محاور أهمها؛ العقل العلمي والعقل الأدبي- العقل العربي والعقل الجبتي نموذجاً- آلية عمل العقل العلمي والعقل الأدبي- وضع المرأة في الحضارة المصرية والحضارة العربية - العقلية المدنية والعقلية العربية السادية - العقلية العربية والعاهة المستديمة عقائدياً- تحوّل الحركة الفكرية في إيجبت من علمية إلى أدبية دينية وطمس المدارس والعلوم المصرية لصالح الأدب العربي- حلول اللغة العربية محل اللغة الوطنية - متلازمة ستوكهولم العربية - مسقط رأسي بين الإسلام والمجتمعات المجاورة - علاقة حربٍ دائمة، أم سلام اجتماعي؟  

وفي الختام.. هذا الكتاب ليس لنقد العقلية العربية ولا لعرض معلومة تاريخية وإنما لإعادة استنبات الحضارة من جديد.


평가 및 리뷰

5.0
리뷰 1개

저자 정보

 مستشار قانوني، عمل مترجماوباحثا قانونيا بشركة محاماة إماراتية سابقاً - باحث دكتوراة بالتحكيم الدولي.

 شارك بشكل مباشر في ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، حينما كان في الخامسة والعشرين من عمره، وقام بتدوين مشاهد الثوة ووقائعها في سردية كاملة مترابطة عن الثورة كحدثٍ بحجم الوطن، طبعت في كتاب من حوالي ٨٠٠ صفحة، بعنوان "الثورة.. جمهورية في ميدان التحرير"

- ومن مؤلفاته الأخرى؛ 

 - كتاب بعنوان " ظلال العقل العربي " من خمسة أجزاء في حوالي ١٢٠٠ صفحة.

 - كتاب بعنوان " مصر الإسرائيلية ... التبادل الحضاري بين مصر وإيچبت " في ثلاثة أجزاء حوالي 900ص

 - كتاب آخر بعنوان " الفيزياء البشرية .. عالمٌ كبير تُحركه تفاصيل دقيقة " .

 - كتاب جديد بعنوان " الهوية واستنبات الحضارة " .

 - كتاب مرجعي بعنوان " العقل المفكر للدولة "  

이 eBook 평가

의견을 알려주세요.

읽기 정보

스마트폰 및 태블릿
AndroidiPad/iPhoneGoogle Play 북 앱을 설치하세요. 계정과 자동으로 동기화되어 어디서나 온라인 또는 오프라인으로 책을 읽을 수 있습니다.
노트북 및 컴퓨터
컴퓨터의 웹브라우저를 사용하여 Google Play에서 구매한 오디오북을 들을 수 있습니다.
eReader 및 기타 기기
Kobo eReader 등의 eBook 리더기에서 읽으려면 파일을 다운로드하여 기기로 전송해야 합니다. 지원되는 eBook 리더기로 파일을 전송하려면 고객센터에서 자세한 안내를 따르세요.