تأملات مسلم

عبد الرحمن أبو ذكري‎

Mar 2020 · مؤلفات عبد الرحمن أبو ذكري Book 3 · تنوير للنشر والإعلام

About this ebook

صدر لي قبل أعوامٍ خمسة كتابٌ بعنوان: «أفكار خارج القفص»، وهو من نفس فصيلة الكتابة الشذريَّة التي ينتمي إليها هذا الكتابُ. وإنما دفعني إلى تبني هذا اللون من الكتابة الرغبةُ في إطلاع القارئ على بعض مراحِلِ التطور التي يمرُّ بها المفكرُ، لا أعني تطور الأفكار فحسب؛ وإنما تطور منهج النظر الكُلي الذي تُعَالَجُ به شتَّى الموضوعات أيضًا.

وتمثِّل هذه الطريقةُ الشذريَّة سُلَّمًا أساسيًّا في تطور منظومة أي مُفكرٍ حركي يؤمن بتمثُّل كل ما يعتقده وتجسيد كل ما يؤمن به، ككاتب هذه السطور؛ ويبغضُ التقاليدَ الأكاديميةَ المدرسيَّة الجوفاء، ولا يُهدِرُ أبدًا قيمة أنواعٍ أخرى من المعرفة (أسمى) وأكثر ربانيَّة، ولا الطرائق المختلفة والمتنوعة في تحصيلها؛ مثل المعرفة الحدسيَّة والإلهام والمعرفة الإشراقيَّة (العرفان).

إن هذه الطريقة القرآنيَّة لا تجعل من الفكر الإنساني نسقًا مُنفتحًا دائم الانفتاح فحسب؛ بل تُبرهِنُ لكل ذي عقل موَّارٍ يتحرَّكُ بإدمان النظر، وكل ذي نفسٍ لوَّامةٍ تتحرَّكُ بمكابدة الذكر، وكل ذي جسدٍ أنهكته الحركةُ بالطاعة والامتثال؛ على أن التأمُّل والاستنباط في مواضعِهِ أبلغُ وأحكمُ وأنضجُ من عبثيَّة «الاستقراء»، ومن رصِّ المعلومات «الموثَّقة». بل إن التأمُّلات قد تصير في كثيرٍ من الأحيان هادِمًا مُناقِضًا للمعلومات «الصحيحة».

Ratings and reviews

هذا الكتاب جنبا إلى جنب مع كتاب أ. أبو ذكري الآخر (أفكار خارج القفص)، تجربة مفعمة بالصدق والتفاني التام المخلص في إتقان صاحب العمل لعمله. بالطبع فيهما ما يشوب أي عمل بشري من قصور جُبلت عليه النفس البشرية، لكنه قصور أدركه صاحبه فصار يدفعنا نحو القرآن دفعا لا يكبله انطباعات مسبقة تصد عن الانتهال من معين القرآن،وفي الوقت ذاته لا تقلل من أهمية السابقين في التعاطي مع القرآن فهذه أمتنا أمة واحدة والله واحد لا نبعد سواه. الكاتب امتداد -(بغير تقليد أعمي)- لخط فكري يضم سيد قطب وعلى عزت بيجوفيتش والمسيري ومحمد قطب رحمهم الله جميعا. التيمة المميزة في الكتابين هي أنهما توثيق لمراحل نضج الكاتب أثناء تفاعله مع الواقع، وهي تيمة تدفعني كقارئ أن أضع عنواناً لكتاباته مُقْتبسا من آية قرآنية وهو {وانظر إلى الأفكار كي ننشزها ثم نكسوها لحما}. ولوعي الكاتب بهذه التيمة، فأستطيع أن أقول أنه من أفضل من قدم رؤية حقيقية لمشروع سيد قطب رحمه الله، فقد قدم رؤية مستوية ليست كالرؤية الملعقية-نسبة للملعقة- التي نجدها في أنصار قطب وخصومه، فأحدهما وجه الملعقة المحدب والآخر المقعر، فأحدهما يغالي فيه والآخر ينتقص منه.

About the author

عبد الرحمن أبو ذكري؛ أديبٌ ومفكِّرٌ ومترجمٌ وناشرٌ مصريٌّ. وُلِدَ بالقاهرة، وتخرَّج في كلية اﻵداب. نشر العديد من المقالات والأوراق البحثية، التي تصب جميعُها في استعادة مركزية الوحي الإلهي وتجديد الاجتهاد الإسلامي في الفكر والحركة. من كتبه المنشورة: «أفكار خارج القفص»، ومجموعة قصصية بعنوان: «طير بلا أجنحة»، ومختارات مُترجمة من شعر مولانا جلال الدين الرومي بعنوان: «كل يوم»، علاوة على أعماله المترجمة: «الفكر السياسي الإسلامي الحديث» لحميد عنايت، و«نظرية الثورة الإسلامية» لكليم صديقي، و«جذور الثورة الإسلامية في إيران» لحامد الگار.