تكمن أهمية العلماء الأوروبيين وميزاتهم الفريدة، وبخاصة علماء القرن السابع عشر منهم، في التغير النوعي الذي طرأ على العلم في تلك الفترة، حيث اتخذ العلم منحى مختلفاً وزخماً كبيراً انتهى إلى إنجاز ثورة علمية كبرى أرست قواعد العلم الحديث وأنتجت منهجية جديدة في التاريخ استطاعت أن تستقل في كيانها الموضوعي عن المرجعيات التي سبقتها، مؤسسة بذلك "برادايم" جديداً شكل قاعدة للثورة الصناعية الكبرى في نهاية القرن الثامن عشر التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية، إذ تجاوزت حدود أوروبا لتشمل الكون برمته؛ حيث دخلت في علاقات هيمنة واستقطاب ما زالت تبعاتها واضحة في الخريطة العالمية حتى يومنا هذا.