لقد جاء ذلك الفقه ليكون أقرب الى العار منه الى أي شيء آخر. ولا يكفي القول فيه إنه يشكل إساءة للاسلام وللمسلمين، ذلك أنه يشكل إساءة مطلقة للعقل والمنطق الإنساني برمته، بل ولكل قيمة من القيم الإنسانية التي زكّاها الإسلام، وتزكّى بها المسلمون.
ومن كلا جهتي ذلك الفقه العجيب الغريب، السني منه والشيعي، فانه سرعان ما سوف يتضح للقارئ كم ان الإهانة كانت بالغة، وكم أن السطحية والشطط كان مبالغا فيه، وكم أن رجال هذا الفقه أقرب الى الزنا بدين الله منهم الى فهم أي شيء منه.
ولسوف ينهمر عليك الدليل تلو الدليل.
علي الكاش كاتب وباحث عراقي مرموق حرص في كتابه هذا حرص على أن يقدم براهينه بلغة سلسلة ولكن موجوعة أحيانا. وعلى قدر ما أثمرت تلك الفضائح (الدينية منها والسياسية) من مرارات وآلام وضحايا وسفك دماء، فان هذا الكتاب يشكل دافعا حقيقيا للتأمل في حال الفقه الديني الراهن، وفي الحاجة الى تطهير الإسلام من دنس التجارة فيه.