‏فلسطين والقدس في المسرح العربي المعاصر :‏

·
· Yazouri Group for Publication and Distribution
5.0
1ଟି ସମୀକ୍ଷା
ଇବୁକ୍
548
ପୃଷ୍ଠାଗୁଡ଼ିକ

ଏହି ଇବୁକ୍ ବିଷୟରେ

   لم يكن الوعي بالقضية الفلسطينية والقدس العربية على خشبة المسرح العربي ، وارتباطهما الحيوي والمصيري بالقضايا العربية المصيرية مفاجئا أو مفتعلا ، وإنما كان نتاجا طبيعيا لاتضاح قسمات وجه النضال العربي من ناحية ، وبروز المقاومة الفلسطينية وقضية القدس العربية من ناحية أخرى ؛ كقوة ذات أثر بالغ وفكر متقدم ، يلتقي في مضمونه التزاوج الحتمي . الذي أخذ يتضح في الوطن العربي بين قضيتي التحرير الوطني والتحرير الاجتماعي ، أي ضرورة التغيير الشامل .

   ولم تكن المقاومة الفلسطينية والقدس العربية ؛ موضوعا غائبا عن المسرح العربي المعاصر طيلة ما يزيد عن نصف قرن . ولكنها بغير شك قد تطورت في الوجدان العربي المعاصر لإحداث حزيران / جوان الدامية ومع الانتفاضة الكبرى وثورة الحجارة ؛ تطورا يكاد يكون كيفيا ، انعكاسا لما آلت إليه الأمور غورا وعمقا في الوضوح والتبلور . ومعنى ذلك أن المقاومة الفلسطينية / قضية وموضوعها للمسرح ، قد اكتسب على مر العقود والسنين أبعادا لم تكن لها من قبل ، وكذلك الاستجابة الفنية لهذه القضية قد تباينت حقا من كاتب لآخر ، ومن مخرج لآخر ومن فرقة مسرحية لأخرى ، ولكنها احتفت في النهاية بالمقاومة كطريق وحيد للخلاص . هذا الطريق الذي لم تلح بدابته أمام هؤلاء الكتاب والمسرحيين أنفسهم ، وغيرهم قبل أن تطفو معالمه على سطح الواقع ، بل كانت الغالبية منهم قد وصلت بأقصى ما تتمتع به من درجات الموهبة والثقافة إلى رؤيا الطريق المسدود .

    ماذا تعني فلسطين / القدس في ثقافتنا العربية اليوم ، وفي الفن المسرحي والمسرحية العربية تحديدا ؟ .. هل هي مجرد استعارة منفلتة عن المعنى ، وعن كل قدرة على السيطرة ؟ .. وكلما حاولنا وضع حدود لها هربت منا ؟ ..أم هي أكثر من ذلك كله ؟ .. حالة ثقافية ومعادلة صعبة مؤلمة تحتاج ، تحتاج منا أن نتجاوز الوسائل التي اشتغلنا من خلالها حتى اليوم ، وتجديد رؤانا . لقد كانت فلسطين / القدس دائما موضوعة " تيمة " فكرية وحضارية وثقافية تهمنا كثيرا ، بل تشكل منشغلا مركزيا تعاملت معه الفنون باللغة والألوان والحركات بكثير من الحماس والرغبة ؛ في إحداث المنجز الذي يساهم في تغيير الصورة إلى العربي عموما ، والفلسطيني تحديدا .

   من هذا المعنى الثقافي تجلت فلسطين / القدس بكل صورها في النصوص المسرحية العربية ، بقوة بالخصوصيات نفسها . لكن المتأمل للجيل الثقافي العربي والفلسطيني الجديد الذي يفاجئنا بالكتابة والعرض ، يشعرنا بأن شيئا عميقا قد تغير ، أو هو بصدد ذلك . يذكرنا بوسائله الفنية الحية ، بأن انقلابا عميقا وقع في العالم الذي يحيط بنا ، تغيرت معه رؤانا . ويعيد النظر في الرؤيتين اللتين تتجاذبان الصراع ، رؤية ثابتة وقانعة بما يدور حولها ، وكأن العالم يتغير وكأن ميزان القوى ما زال على حاله . وربما كانت النظرة الشابة الناشئة من دمار الخيبات واليأس ، هي ما يسترعي الانتباه الفني والنقدي . إذن هذه الرؤية تخرج بقوة من دائرة التكرار والاستعادة الاجترارية ، التي لا تقدم شيئا جديدا ؛ في عالم يسير بسرعة ويترك وراءه من لا يستطيع اللحاق به ويحاول فهمه .

   رهان الفن والمسرح الأساسي في تعامله مع القضية الفلسطينية ؛ هي أن يخرجها من كونها قضية عربية فقط ، أن توصل صرختها إلى أبعد نقطة على هذه الأرض . السؤال هو كيف ينتقل الفن المسرح في تعامله مع قضية قومية ، إلى التعامل مع فلسطين ؛ باعتبارها قضية تضع الفنان / المسرحي أمام رهان الإنسانية ، حيث تصبح القضية الفلسطينية قضية أشمل بامتياز .    

   وفي هذه الرحلة الفلسطينية ، لا ننتقل إلى المكان الآخر فقط ، ولكننا نرحل إلى الأفكار الأخرى ، أي إلى الأفكار الخفية ، والتي صادرتها الغوغائية ، وقمعتها الإيديولوجيا المحنطة . ولهذا فقد كانت في روحها رحلة احتفالية / مسرحية عيدية ، رحلة يؤسسها الحس الإنساني الشامل والمتكامل ، وذلك بدل الحس الشعوبي والقومي الضيق والمغلق . إن هذه الرحلة في بعدها المادي وفي مستواها الفكري والروحي والفني ، يسكنها روح الحقيقة وملحها . وبذلك يكون رصدها ، والكتابة عنها ، وفيها ، أكبر من مجرد تسجيل وجهة نظر عابرة ، وذلك في زحمة الليالي والأيام الطائرة والعابرة . ومن غريب الأشياء أن تكون أرض التسامح / فلسطين هاته ، وهي تحت سلطة الواقع المزيف ، متنكرة لحقيقتها ، وأن تصبح فضاء للإقصاء وللاغتيال وللتشريد وللنفي ، وأن يتم ذلك بمباركة الغرب المسيحي .

    وكان واضحا / منذ البداية أن هذا الكيان / الصهيوني ؛ كيان عنصري استعماري ، لا يمكن أن يقوم إلا على أشلاء شعب آخر ، هو الشعب العربي في فلسطين ، وعلى اغتصاب أرضه ثم ليكون مخلبا لحركة الاستعمار العالمي التي كانت قد بدأت لأزيد من قرن ، يحفظ لها مصالحها في المنطقة . فيكون بذلك بمثابة رجل شرطة ، أو قل " بلطجي " يثير المشاكل ويمنع الاستقرار ، ويعوق حركة الوحدة العربية وحركة التقدم الممكنة .

ମୂଲ୍ୟାଙ୍କନ ଓ ସମୀକ୍ଷା

5.0
1ଟି ସମୀକ୍ଷା

ଲେଖକଙ୍କ ବିଷୟରେ

لم يتم توفير أي شيء

ଏହି ଇବୁକ୍‍କୁ ମୂଲ୍ୟାଙ୍କନ କରନ୍ତୁ

ଆପଣ କଣ ଭାବୁଛନ୍ତି ତାହା ଆମକୁ ଜଣାନ୍ତୁ।

ପଢ଼ିବା ପାଇଁ ତଥ୍ୟ

ସ୍ମାର୍ଟଫୋନ ଓ ଟାବଲେଟ
Google Play Books ଆପ୍କୁ, AndroidiPad/iPhone ପାଇଁ ଇନଷ୍ଟଲ୍ କରନ୍ତୁ। ଏହା ସ୍ଵଚାଳିତ ଭାବେ ଆପଣଙ୍କ ଆକାଉଣ୍ଟରେ ସିଙ୍କ ହୋ‍ଇଯିବ ଏବଂ ଆପଣ ଯେଉଁଠି ଥାଆନ୍ତୁ ନା କାହିଁକି ଆନଲାଇନ୍ କିମ୍ବା ଅଫଲାଇନ୍‍ରେ ପଢ଼ିବା ପାଇଁ ଅନୁମତି ଦେବ।
ଲାପଟପ ଓ କମ୍ପ୍ୟୁଟର
ନିଜର କମ୍ପ୍ୟୁଟର୍‍ରେ ଥିବା ୱେବ୍ ବ୍ରାଉଜର୍‍କୁ ବ୍ୟବହାର କରି Google Playରୁ କିଣିଥିବା ଅଡିଓବୁକ୍‍କୁ ଆପଣ ଶୁଣିପାରିବେ।
ଇ-ରିଡର୍ ଓ ଅନ୍ୟ ଡିଭାଇସ୍‍ଗୁଡ଼ିକ
Kobo eReaders ପରି e-ink ଡିଭାଇସଗୁଡ଼ିକରେ ପଢ଼ିବା ପାଇଁ, ଆପଣଙ୍କୁ ଏକ ଫାଇଲ ଡାଉନଲୋଡ କରି ଏହାକୁ ଆପଣଙ୍କ ଡିଭାଇସକୁ ଟ୍ରାନ୍ସଫର କରିବାକୁ ହେବ। ସମର୍ଥିତ eReadersକୁ ଫାଇଲଗୁଡ଼ିକ ଟ୍ରାନ୍ସଫର କରିବା ପାଇଁ ସହାୟତା କେନ୍ଦ୍ରରେ ଥିବା ସବିଶେଷ ନିର୍ଦ୍ଦେଶାବଳୀକୁ ଅନୁସରଣ କରନ୍ତୁ।