يتداخل الزمن والوقت ، تتمحور خطوط العرض دوائر وخطوط الطول لخطوط حقيقية وليست وهمية ، فيصبح التاريخ 2026 تقريباً ولكن لا يهمني التاريخ كثيراً ، والمكان ربما في غابات الأمازون أو في أمريكا الجنوبية ، كلها تفي بالغرض رائحة ورد قويّة تثير حساسيتي فأبدأ بالعطاس ، هناك شخص ينادينني من بعيد
استبدل اسمي باسم " جاك " ربما أخطأ وربما كان قاصد ذلك .
نظرت للخلف ، وإذا به رجلٌ عجوز منحني الظهر يتكأ على عكّاز قوية تصدر صوتاً
حليّق اللحية ، شارباه غليظان وشعره أبيض
ينظر لطرفٍ واحد ، وكأنه أعمى
هل حقاً كان أعمى ! اقتربت منه ، اقترب ويبتعد اقترب ويبتعد بدأت أتعّب
سعالي يزداد تحوّلت خطواتي لهرولة ومن ثم لجري وأخيراً وصلتُ إليه ابتسم وقال باللاتينية " تصل لهدفك دوماً يا جاك " ، الغريب إنني فهمته
وكأنني تعلمت اللاتينية فجأة
" جاد سيدي " قلت مصححاً ابتسم وقال " جاك يا صغيري "
جلس على صخرة وأتت الثعابين من كل مكان تلتف حوله بفرح ، شعرت للحظة بالخوف يعتريني
قال لي " أجلس "
جلست والتزمت الصمت ، همس " أسوريا ما زالت بخير ! " ، نظرت إليه مطوّلاً ولم أفهم سؤاله ، كيف بخير ! ، ولمَ يسألني أنا ولكن من نظراته المترقبة أجبت " نعم " وصوتي يرتجف يكاد يختفي
" لم يعد هناك الكثير من الوقت ، أذهب لسوريا يا صغيري .. أذهب " ردد كلمة أذهب ألف مرة واختفى
بدأت أبحث والكلمة تتردد بأذني ، وضعت يدي على أذني وصرخت بصوت عالي " لاااا "
واستيقظت
عاد التاريخ لـ 2009 ، وعدتُ لموسكو
وعلى سريري نفسه ، نظرت حولي كل شيء هادئ كل شيء صامت
فتحت الدفتر وغرقت بصفحاته وما زلت اتذكر صوته وكلمة " أذهب " .