عبادة الشيطان ضد المسيح

· Magdy Sadek
3.0
1 review
Ebook
100
Pages

About this ebook

   مع اقتراب موعد المجىء الثانى لرب المجد بدأ الشيطان يسفر عن وجهه علناً معلناً دون مواربة أنه مضاد للمسيحية التقليدية وللصليب ولشريعة الإنجيل المقدس.   

   وقد نجح بعض كهنة الشيطان فى تأسيس معابد رسمية للشيطان فى مختلف أنحاء العالم سعيا وراء تأسيس مملكة الضد للمسيح على الأرض تمهيدا لإستعلانه وظهوره ظهورا جليا ومرئيا ليحكم العالم.

    والآن وفى هذه الأيام الأخيرة وبعد أن طلع الزوان فى العالم المسيحى ونما وانتشر وصار ظاهرا.ً فإن مسيح الأرواح المضلة والحركات الشيطانية المعاصرة يعد العدة للإستعلان منتحلا اسم المسيح وصفتــه وشبه هيئته للسيطرة على الأرض وحكمها من خلال حكومة جماعية مضادة للرب يسوع المسيح.

    وهذا ما أعلنـه أنطون لافى رئيس كهنة معبد الشيطان فى عام 1970 بقوله :

    " إن الشيطانية ستقود إلى عالم يسوده النظام تحت ظل حكومـة جماعية ".

     فالحركات الشيطانية المعاصرة إذن تمهد الطريق لإقامة مملكة الشيطان على الأرض تمهيداً لإستعلانه أى ظهوره فى هيئة مرئية بصفته رئيس هذا العالم.

    أى أن الحركات الشيطانية تمهد الآن لتأسيس مملكة يكون على رأسها الشيطان الذى سينتحل اسم المسيح لينال السلطان على كل حكومات العالم ليقيم مملكة الضد للمسيح والصليب.

    والواقع أن انتشار تعاليم الصوفية الشيطانية اليوم وتفشيها فى العالم بتياراتها المختلفة والمتعارضة يمثل بحق غزوا واجتياحاً كاملاً للعالم. فقد تمكن الشيطان الآن بالفعل من السيطرة على العالم وقيادته من خلال مراكز تعلم الناس السحر والعرافة وتأليه الذات الذى يترتب عليه انكار الفداء والصليب ورفض المسيح باعتبار أن الإنسان كإله يصير هو المخلص لنفسه, ومن ثم رفضوا تعاليم الكتاب المقدس بالإشراقات الصوفية الذاتية التى تمنحهم إياها الأرواح المضلة, ومن ثم تم اعداد مملكة الضد للمسيح والصليب حتى من قبل أن تتأسس مملكته رسمياً.

    وبذلك دخل العالم عصر الأيام الأخيرة التى تهيىء فيها الشيطانية الأرض لتكون مسرحاً للمعركة النهائية بين أضداد المسيح والمسيحيين الأمناء.

    هذه المعركة بدأت خيوطها تلوح فى الأفق. فالشيطان الآن فى أعتي أدوار ثورته وغضبه ضد المسيح والصليب والكنيسة عالماً أن آوان دينونته يقترب أكثر فأكثر.

    الأمر الذى سبق يوحنا الرائى وحذر منه قائلاً:

    " ويل لساكنى الأرض والبحر لأن إبليس ينزل إليكم وبه غضب عظيم عالماً أن له زماناً قليلا " ( رؤيا12:12 ) .

   والواقع أن العالم الآن صار مهيئا لقبول سيد الظلام بعد أن نجح فى زرع زوانه فى العالم المسيحى من خلال ما يسمى بحركة تحضير الأرواح الحديثة التى تمثل عودة لتحديث أشكال المعرفة الوثنية القديمة، وقد نجحت هذه الحركة فى اقتياد الملايين نحو السحر والوساطة والعرافة واكتساب قدرات فائقة للطبيعة بحيث صار الكثير من المتشيعين لهذه الحركة يعتقدون بأنها تمثل إنبثاقا للقوى الروحية الإلهية وهى التى كان ينظر إليها فى الماضى القريب كحركة أو مذهب شيطانى.

    ويقول ج.هـ. بمبر فى مؤلفه " العصور الأولى للأرض " الصادر سنة 1876 ما موجزه :

    " أن كل صفة مميزة للعصور القديمة يبدو أنها تعود للظهور فى قلب العالم المسيحى لاستعادة سطوة الأسرار القديمة ( علوم السحر والإتصال بالأرواح النجسة ) التى كانت تمارس بواسطة الجماعات السرية مثل الشفاءات القديمة التى كانت تتم عن طريق التنويم المغناطيسى والتفرس فى النجوم والكواكب .. ويبدو أن الخرافات قد عادت ولكن بفكر حديث حيث قدمت نفسها على أنها من ثمار تقدم المعرفة والعلم بقوانين العوالم المنظورة وغير المنظورة " [1] .

    ويمكن أن نفسر إحياء السحر وحركة الارتداد المعاصرة والإنتشار المذهل للسحر والعبادات الشيطانية إلى رغبة بعض الأفراد فى الاستعانة بقوى غير طبيعية لإكتساب قدرات أو مواهب خاصة فائقة للطبيعة بغرض تحقيق منافع معينة من خلال الإتصال بالأرواح أو التوحد بها من خلال ممارسة اليوجا.

    وتكشف الدراسات أن البعض يلجأ لتعلم السحر ومزاولته بهدف إمتلاك القوة التى تمكنه من إيذاء الغير أو التأثير على إرادته أو اجتراح العجائب أو معرفة الخفايا والأسرار أو بغرض تحقيق منافع معينة.

    ويزعم البعض أنه يتعلم ما يسمى بالسحر المضاد أو السحر الأبيض لإبطال أعمال السحر الاسود الذى يصيب الافراد بالعلل والأمراض.

    إلا أن المحقق أن السحر هو عمل الشيطان وأن ما يسمى بالسحر الأبيض أو المضاد ليس سوى خدعة شيطانية الهدف منها إبقاء الواقعين تحت تأثير الأعمال الشيطانية فى دائرة الشيطان ليزداد تورطهم وتزداد معاناتهم.

    كما أن الإتصال بالشيطان أو اللجوء إلى السحرة والعرافين وأصحاب الجان أيا كان الهدف منه يتنافى مع الأوامر الإلهية والشريعة المقدسة التى تحرم هذا الإتصال تحريما باتاً.

    فالسحر والعرافة والجلاء البصرى والسمعى والتلباثى ( التخاطر ) والوساطة بالتنويم وتحضير الأرواح والتشخيص بالبندول وسائر أعمال الأرواح هى مصدر خطر عظيم على الإنسان. لأن من يمارسها يفتح على نفسه باب الشر والأرواح الشريرة التى تقتاده حتى يعادى خالقه ليصير مثلها تحت الدينونة وغضب إلوهيم.

    والواقع أن مذهب تحضير الأرواج أو الإتصال بها محظور كتابياً باعتباره وسيلة من وسائل الاتصال بالشيطان وقواته الجهنمية, ورغم الحظر الكتابى فإن البعض صار ينظر إلى هذا الإتصال اليوم على أنه اتصال بأرواح الأحبة الراحلين لا بأرواح شيطانية مخادعة. وأنه طريق لإدراك حقائق العالم الروحى وأسرار الكون بالكشف المباشر من خلال أرواح خيرة أو مرشدة يعلن أكثرها أنهم يعملون تحت رئاسة المسيح رئيس المملكة الروحية, وبداهة أنهم يعملون تحت رئاسة الشيطان الذى ينتحل اسم المسيح وصفته لإضلال البشر عن تعاليم المسيح الحقيقى والبشارة الحقة.

    يقول أحد الأرواح متكلماً من خلال الوسيطة هيلين شاكمان ما نصه :

    " لكى تعرف الإله إعرف نفسك.

 

 

 

    وأجاب روح آخر عندما سئل عن الشيطان قائلا :

     لقد بحثت كثيراً عنه .. ولكنى لم أجده فى أى مكان. لقد وجدته ينمو ويزدهر فى عقول المجانين. هذا هو المكان الذى يوجد فيه. هل فهمت ؟ الشيطان ليس شريراً .. لأنه هو الإله حقيقة .. وإلا فمن يكون؟

    مما تقدم يتضح أن مذهب الإتصال بالأرواح هو المدخل الحقيقى للعبادة الشيطانية ومذهب وحدة الوجود بتعاليمه الصوفية، ثم من خلال خدعة ما يسمى بالتأمل الذاتي يعتقد الوسيط إلوهيته من خلال ما تمنحه إياه الأرواح التى تتقمصه من قدرات وساطية كالعرافة والسحر والذى ينتهى باتحاد الوسيط بالشيطان فيما يعرف بالإستيلاء الشيطانى أو التقمص الكامل.

    وكان مانسون زعيم الهيبز عضو كنيسة الشيطان فى سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية قد حصل على ما يسميه البوذيين ووسطاء الأرواح وعبدة الشيطان استنارة فتنفتح عينه ويصير إلها عارفا الخير والشر وبهذه الإستنارة التى بها أدرك إلوهيته وبما أنه إله فلا يوجد خير أو شر فيما يفعله.  ومن هذا المنطلق يرى أن كل التصرفات المنحرفة والطقوس الشيطانية الخاصة بالقتل وتقديم الذبائح الآدمية وشرب الدم واغتصاب النساء وممارسة النجاسة مع البشر والشياطين وجثث الموتى وأكلها والخروج على جميع الشرائع والقوانين. هى أمور اختبارية لا خير فيها ولا شر. إلا ما يرى هو أن هذا خير وهذا شر.

    هذه هى الإستنارة بالأرواح التى تحدث تشويشا عظيما فى ذهن الإنسان فتقتاده إلى الجنون وسكنى القبور مثل مجنون كورة الجرجسيين أو قد تقتاده إلى الموت أو إلى الإنتحار مثل الكثير من مطربى الروك الذين إختبروا إمتلاك الأرواح الشيطانية لهم وهم يسيرون فى طريق الإستنارة المزعومة.

    والواقع أن تعاليم الغنوسية ومذهب تحضير الأرواح والعبادة الشيطانية وتعاليم البوذية والهندوسية والطرق الصوفية تكشف عن وجود قوى خفية شريرة تعمل وفق فلسفة مضللة ومخطط محكم ينفذ عبر العصور والأمكنة لتدمير حياة الإنسان الروحية والجسدية وخداعه ليترك ينبوع الماء الحى والحكمة الحقيقية إلى آبار مشققة لا تنضب ماء ليمتلك من الشيطان الذى يقتاده إلى موضع الموت والهلاك الأبدى.

    فالغنوسى أو العارف هو الذى يحصل على الإستنارة أو الحكمة أو الإشراقة بالإتحاد بأرواح كونية ( أى شياطين تدعى الإلوهية ).

    ويقول أحد المتصوفة البوذيين ويدعى راجنيش :

    " أن التلميذ الذى يحصل على الإستنارة يصير كل ما يفعله حسنا جدا وخيرا محضا حتى التصرفات الشريرة. فالشيطان فى التعاليم المسيحية هو خلاصة الحكمة إذ يقول الكتاب المقدس عنه. أنت خاتم الكمال ملآن حكمة وكامل الجمال ( حزقيال 12:28 ) لذلك فإن تصرفاته تكون تعبيرا حقيقيا عن الضمير المستنير " ( جون ألكربرج، جون ولدون " الظلمة الآتية على العالم " ص 182 – 183 بتصرف ).

    وتكشف الأبحاث فى أقوال عشرات المتصوفة البوذيين أن الكثير منهم كانوا ممتلكين بواسطة الشياطين التى يعتقدون أنها آلهة. لهذا يزعمون أنهم ممتلكين بواسطة الآلهة ويعتقدون أن هذه هى الإستنارة الروحية التى يسعى تلاميذهم للحصول عليها.

     وقد حصل أنطون سازندور لافى على هذه الإستنارة الشيطانية التى صيرته ساحرا ومشعوذا وعرافا، وإنتهت به إلى تأسيس أول معبد رسمى للشيطان على الأرض فى العصر الحديث وليضع بنفسه وبوحى الشيطان نظم طقوس تلك العبادة النجسة وتعاليمها المضادة للحق الإلهى.

    وفى هذه الأيام الأخيرة بدأت الغنوسية الوثنية تطل بوجهها من خلال العديد من المذاهب التى تروج لتعاليم الهندوسية وطقوسها وفلسفاتها مثل حركة العصر الجديد والحركة الثيؤصوفية وحركة التأمل الذى يفوق الخبرة البشرية وغيرها.

    تقوم المعرفة الغنوسية على أساس تعاليم شيطانية تضاد الحق الكتابى إذ تنكر تجسد المسيح وصلبه كما تنكر وحى الكتاب كسبيل لمعرفة إلوهيم حيث تنادى بأن معرفة إلوهيم لا تكون بالبحث ودراسة الكتاب المقدس بل بالإستنارة بالإتحاد بالروح الكونى حسب تصورهم ولسبب اتصالهم بالأرواح التى يجهلون هويتها الحقيقية أطلقوا على أنفسهم اسم الروحانيين.

    تقوم الغنوسية على إنكار صلب المسيح وتجسده. حيث ذهب فريق منهم إلى القول بأن المسيح لم يصلب لأن جسده كان أثيريا أى روحانيا, وذهب فريق آخر إلى القول بأن الصلب وقع على شخص آخر, وهذه الأقوال مازالت حتى الآن يتردد صداها فى محافل تحضير الأرواح.

    ونظراً لخطورة الحركات الشيطانية المعاصرة والتى يعتمد تقدمها وسرعة انتشارها على جهل البشر بفلسفاتها وأهدافها ورموزها وأدواتها ووسائلها فضلا عن الجهل بالحقائق الكتابية.

    لهذا رأينا حتمية الكشف عن جذورها التى نجدها فى قصة سقوط آدام بخداعه بأنه يوم يأكل من شجرة معرفة الخير والشر يصير مثل إلوهيم عارفا الخير والشر , فلما أكل حصل على الإستنارة وأنفتحت عينه وأدرك حقيقة أنه عريان وأن دمه تدنس بشوكة الموت وأنه صار تحت حكم الموت الأبدى, وأنه تعرض لأكبر خدعة فى التاريخ أودت بأبديته, ليكون عبرة ومثالا لنا حتى لا ننخدع مثله بعد أن نلنا الخلاص بصليب المسيح الذى يجحده الشيطان وخدامه من المستنيرين بخدعة الإلوهية التى طرحت الشيطان نفسه من السماء إلى باطن الأرض, كما سنكشف أيضا عن تعاليم هذه الحركات المضادة للحق الكتابى وكيفية الكشف عن عبدة الشيطان من خلال العلامات والمظاهر التى تميزهم عن غيرهم, وحذرنا من مخاطر التشبه بهم, وما ترمى إليه طقوس العبادة الشيطانية من أهداف تجلب غضب إلوهيم على من يمارسها, كما عملنا على الكشف عن وسائل الشيطان التى يستخدمها للإتصال بالبشر بغرض خداعهم وتضليلهم حتى نكون على بينة منها في ضوء الحق الكتابي.


Ratings and reviews

3.0
1 review

Rate this ebook

Tell us what you think.

Reading information

Smartphones and tablets
Install the Google Play Books app for Android and iPad/iPhone. It syncs automatically with your account and allows you to read online or offline wherever you are.
Laptops and computers
You can listen to audiobooks purchased on Google Play using your computer's web browser.
eReaders and other devices
To read on e-ink devices like Kobo eReaders, you'll need to download a file and transfer it to your device. Follow the detailed Help Center instructions to transfer the files to supported eReaders.