وتطابقاً مع مقولة عالم التحليل النفسي "سيغموند فرويد" : "إن الدين حالة إيمانية خائفة"، دفعتني لأن أتأمل حالات النزوع الروحي للإنسان الديني الأول، فوجدت في مقولة "فرويد" رؤية صحيحة. وتأتي حجتنا الدالة على صحة موقفنا من التغريب العقلاني، هي أنه كان قد عبد الإنسان البدائي ظواهر الطبيعة نتيجة نزوع روحي قلق مرعوب، ما لبث أن عبد الكواكب ومن ضمنها الشمس، ثم عبد الأجداد "الطوطمية"، ثم عبد الأوثان، فوجد أن كل هذه القوى الظاهرية شبيهة به، وهي مجرد كينونات مخلوقة وليست خالقة، وتقبل طبيعتها الفناء والتغيّر والتحوّل.