أمسك المؤلفُ بخيطٍ حريرى دقيقٍ فى حياة النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وهو "اليُتم" الذى أصيب به محمد تِباعًا طَوال حياته، ولعل هذا واضح من العنوان "يتيمًا فآوى".. وقد ظل المؤلف ممسكًا بهذا الخيط من البداية إلى النهاية بحرص شديد، ما جعل القارئ يرى جوانب ربما تبدو جديدة عليه فى السيرة النبوية، ويشعر بأنه يتعايش مع الأحداث تعايشًا نفسيًّا، مفعمًا بالأحاسيس، قريبًا إلى الرؤية، كأنه عدسة مكبِّرة توضّح تفاصيل الأشياء، وليس مجرد سرد تاريخى للأحداث.
"يتيمًا فآوى".. تجربة جديدة فى سرد السيرة النبوية من الناحية النفسية والاجتماعية، تخوض عُباب النفس البشرية بسفينة المشاعر الصادقة، فتصل إلى مجاهل الأسرار المختبئة وراء أعظم سيرة، لأعظم إنسان فى الكون.