وإسلامية المعرفة تحقق من قراءة كتاب المقروء ونعني به " القرآن"، وكتاب الكون المنظور الذي يتضمن ظواهر الوجود كافة. فالقرآن الكريم والكون البديع كلاهما يدل على الآخر ويرشد إليه ويقود إلى قواعده وسننه، فالقرآن يقود إلى الكون، والكون أيضاً يقود إلى القرآن. وهذا يمكن أن نطلق عليه (الجمع بين القراءتين).
وحين يحدث الفصام بين القراءتين، فإن المنهاج المعرفية البشرية تقود إلى نتيجتين خطيرتين: فالذين يتعلقون فقط بالجانب الغيبي في القراءة، أي بالقراءة الأولى في الوحي فإنهم يسقطون الجانب الموضوعي وعناصره من حسابهم فيتحولون بالدين إلى لاهوت وكهنوت، وينتهي أصحاب هذه القراءة إلى فكر سكوني جامد يحسب خطأ على الدين والذين يتعلقون بقراءة الكون وحدة ويركزون على الجانب الموضوعي في إطار القراءة الثانية، فإنهم ينفون البعد الغيبي الفاعل في الوجود وحركته وينتمون تدريجياً إلى الفكر الموضوعي في المعرفة الذي يؤثر على النسق الحضاري.
والجمع بين القراءتين جمعاً جدلياً وتفاعلياً يشير ليس فقط إلى مناهج نظر، بل يمتد ليحرك عناصر معينة لتفعيل آليات الجمع بين القراءتين وبما يحقق عناصر الوصل لا الفصل بين العلوم الشرعية والعلوم الإنسانية والاجتماعية وفي دراسة كثير من القضايا والموضوعات، ومن أهم فوائد هذا الكتاب أنه أشار إلى أهمية وخطورة ذلك ضمن صياغات النظام المعرفي والأصول المنهجية ومناهج التعامل مع المجالات المعرفية المختلفة والتكامل فيما بينها.
من مواليد العراق عام 1354ه/ 1935م.
دكتوراه في أصول الفقه من جامعة الأزهر 1392ه/ 1973م.
أستاذ سابق في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
شارك في تأسيس المعهد العالمي للفكر الإسلامي عام 1401ه/ 1981م، وترأسه بين عامي 1986-1996م. وهو عضو في مجلس أمنائه.
عضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة، ورئيس المجلس الفقهي لأمريكا الشمالية.
بلغت مؤلفاته الصادرة بعد عام 2000م واحداً وعشرين كتاباً منها:
إشكالية التعامل مع السنة النبوية. المعهد العالمي للفكر الإسلامي، 2014م.
المحصول في أصول الفقه للرازي، تحقيق ودراسة، عدة طبعات آخرها في دار السلام بالقاهرة 2011م.
عدد من الدراسات القرآنية، منها: لسان القرآن، والوحدة البنائية للقرآن المجيد، ونحو موقف قرآني من النسخ، ومعالم المنهج القرآني،