اليوم نطوف عوالِم العرّاب.. اليوم ندخل عالَم مَن رفع شعار (مَن جعل الشباب يقرؤون)..
حين نتحدث عن الطبيب الأديب، الذي كان أول مَن خاض غمار أدب الرعب في العالَم العربي، و أوغل في الكتابة فيه، و فتح للقارئ العربي بوابات عوالم مجهولة، لم يعرف عنها مِن قَبل شيئاً؛ فإننا لا شك نقصد العرّاب..
حين نتحدث عن أديب غزير الإنتاج، أبحر في دنيا الإبداع، فطاف و أنجب سلاسل متنوعة في عوالم: الرعب و الفانتازيا و الطب و المغامرة و الاجتماع و الترجمة؛ فإننا لا بُدّ نشير إلى العرّاب..
حين نتحدث عن طفرة من طفرات الإبداع السبّاقة لزمانها، فأماط اللثام عن وجه الغد في رواياته، فاقتحم طُرُقاتٍ جديدةٍ، و أفكار خلاقة طازجة لم يسبقه إليها أحدٌ من قبل، فأسهب فيها و أتعب مَن سيأتي بعده ليكمل المسير؛ فإننا قطعاً نقصد العرّاب..
فكان من الأدباء القلائل الذين تركوا إرثاً أدبياً و ثقافياً انحفر في الوجدان الثقافي العربي، فغدتْ المكتبة العربية بعده غير الذي كانت قبله..
لذلك كان حقه علينا بمثل هذه الدراسة الأدبية المتواضعة، التي تومض بصيص ضوء في طريق إبداعه المسترسل.. فيعرف عنه مَن لم يعرفه، و يزداد علماً به مَن كان يعرفه مِن قَبل..
فيجد القارئ العربي في هذا الكتاب السلوى و الذكرى لسيرة العرّاب العطرة.. سيرة (د. أحمد خالد توفيق) رحمه الله تعالى.