ويشير الكتاب إلى أن الاستيطان يُعدّ أحد الدعائم الأساسية للمشروع الصهيوني، ووسيلة أساسية لتنفيذ برامج التهويد على أرض فلسطين، مضيفاً أن الموقف من مسألة استيطان الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1967 هو نقطة اتفاق بين الأحزاب السياسية الإسرائيلية، باستثناء العربية منها، وإن كان هناك اختلاف بينها في التفاصيل والأساليب الأفضل لتحقيق غاياتها بالاحتفاظ بتلك الأراضي وضمها لـ”إسرائيل”. وكذلك الحال بالنسبة للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ سنة 1967، حيث تفاوتت الآراء وتباينت حول مستقبل الأراضي المحتلة، والسياسة الإسرائيلية إزاءها، موضحاً حجم الرعاية الحكومية الرسمية للاستيطان على المستوى التنظيمي والمالي والقانوني والأمني.
ويتحدث الكتاب عن وجود خمسة دوافع أساسية للاستيطان، هي: العامل القومي أو الأيديولوجي، والعامل الأمني، والعامل السياسي، والعامل الاقتصادي، والعامل النفسي، لافتاً الانتباه إلى أن أوضاع كل منطقة أو مدينة على حدة تلعب دوراً في تحديد أهداف الاستيطان ودوافعه فيها؛ حيث تختلف هذه الأهداف والدوافع في القدس، من حيث الشكل والغاية، عنها في غور الأردن على سبيل المثال.
وفي عرضه لأطوار إرهاب المستوطنين اليهود في فلسطين، يذكر الكتاب أن المستوطنات شكّلت مركز تدريب على أعمال القتل والتخريب والإرهاب، ومنها انطلقت معظم المنظمات الإرهابية لترتكب المجازر ضد الفلسطينيين وتسفك دماءهم وتستولي على أرضهم، متناولاً الأشكال المختلفة لذلك الإرهاب، من عمليات القتل وإطلاق النار، واقتحام القرى وإرهاب السكان، وقطع الطرق ومهاجمة سيارات الفلسطينيين، وإتلاف الممتلكات وتخريب المحلات التجارية، واقتلاع الأشجار وحرق المحاصيل الزراعية، وتدنيس الأماكن المقدسة واستباحتها، وغيرها من أشكال الاعتداء الجسدي والمادي.