وفي سرده للقصة، يدرك علوان منعطف الحب الذي أودى بمسودته في مهب الزمن، كتلك الرسائل التي يُلقى بها في البحر، داخل زجاجات.
ولن يتأتى لعلوان سرد قصته إلا عبر سرد قصة أخرى، مضمرة في قصيدة زجلية كان قد تلقاها من شيخ ضرير. وهكذا ستصبح قصة علوان والقصة المضمرة في القصيدة، كل واحدة رهينة بالأخرى. كما أن القصتين ستصارعان معا من أجل البقاء، الأولى بإعادة سردها، والثانية بتحققها، وهو ما سيتم في فضاء يحمل رمزية البستان، عندما يصب فيه تيار السرد، حاملا أصداء أغنيات قديمة، وحاملا دهشة رسائل وخيطا من تاريخ التمرد والمقاومة وكفاح الهامش.
تيار السرد ذاك، تشكل روحه وجوهره قصة حب مزدوجة، هي حافز شخصيات بسيطة لتحقيق الذات ومقاومة النسيان والتهميش.
كاتب وأديب مغربي