يبدأ أوباما قصته في نيويورك حيث يسمع أن والده — وهو الأب الذي عرفه كأسطورة وليس كرجل — لقي مصرعه على إثر حادث سيارة. اجترت هذه الأنباء سلسلة من الذكريات حيث يسترجع أوباما تاريخ عائلته غير المألوف بداية من هجرة عائلة أمه من بلدتها الصغيرة بولاية كانساس إلى جزر هاواي، ومرورًا بمشاعر الحب التي نشأت بين أمه وبين طالب كيني واعد شاب وهو الحب الذي اشتعلت جذوته بفعل براءة الشباب وبالروح المؤيدة للاندماج العرقي التي سادت في مطلع ستينيات القرن العشرين. ويروي أوباما كيف أن والده رحل عن هاواي وهو لم يزل في الثانية من عمره بعد أن عادت الحقائق المريرة المتعلقة بالعرق والسلطة تُطل بوجهها من جديد، ويروي عن بداية إدراكه للمخاوف والظنون التي لم تكن موجودة فحسب بين العالم الأسود الكبير والعالم الأبيض بل كانت تعتمل في نفسه أيضًا.
انتقل أوباما إلى شيكاغو ليعمل في وظيفة منظم للمجتمع الأهلي مدفوعًا بالرغبة في فهم القوى التي أسهمت في تشكيله وأيضًا في فهم أسطورة أبيه. وهناك عمل في مواجهة خلفيات الصراع السياسي والعرقي العنيف من أجل إخماد نيران اليأس المتصاعدة في تلك المنطقة الفقيرة من المدينة. وهكذا تتحد قصته مع قصص من يعمل معهم إذ يتعلم قيمة المجتمع وضرورة معالجة الجراح القديمة وإمكانية وجود الإيمان في غمرة المحن.
وفي كينيا تعود رحلة أوباما إلى نقطة البداية من جديد حيث يلتقي أخيرًا مع الجانب الأفريقي من عائلته ويواجه الحقيقة المرة لحياة أبيه. يكتشف أوباما أنه مرتبط ارتباطًا لا مفر منه بأشقاء وشقيقات يفصل المحيط بينه وبينهم بعد السفر إلى بلد يقاسي بشدة من الفقر المدقع والصراع القبلي وإن كان شعبه يواصل الحياة بفعل روح التحمل والأمل، وفي النهاية — وعن طريق تبني نضالهم المشترك — ينجح في جمع شمل إرثه المتمزق.
باراك أوباما: انتُخب الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية في الرابع من نوفمبر عام ٢٠٠٨، وكان أول رئيس من أصولٍ أفريقية يصل إلى البيت الأبيض، حقق انتصارًا ساحقًا على خَصمه جون ماكين، وذلك بفوزه في بعض معاقل الجمهوريين مثل ولايتي أوهايو وفيرجينيا. فاز أوباما بجائزة نوبل للسلام لعام ٢٠٠٩ نظيرَ جهوده في تعزيز الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب، وذلك قبل إكماله سنةً في السلطة. ألف أيضًا كتاب «جرأة الأمل: أفكار عن استعادة الحلم الأمريكي» الذي تصدر قائمة أفضل الكتب مبيعًا التي تنشرها صحيفة نيويورك تايمز.