لم تكن هذه اللغة تخالف قواعدهم، ولكنّها كانت مع ذلك مختلفةً كلّياً عن اللغة التي اعتادها قاموسهم، إنّها لغةٌ لم يُسبق إليها القرآن من قبل، ثمّ استحال، وما يزال مستحيلاً على أيّ عربيّ، تقليدها من بعد، وهذا ما يثبته هذا الكتاب بالطرق العلميّة غير القابلة للجدل، مع عرض كلّ ذلك بأسلوبٍ سهلٍ يناسب القارئ العاديّ، وعرضٍ شيّقٍ يقارن بين كلٍّ من لغة القرآن الكريم، ولغة الحديث الشريف، ولغة الشعر العربيّ قبل القرآن وبعده، ولغتنا العاديّة اليوم، ليظهر، وبالأرقام، الفوارق البارزة والحاسمة بين لغة السماء ولغة النبوّة، وكذلك بينها وبين لغة البشر الأدبيّة واليوميّة قديمها وحديثها.
ويتضمّن الجزء الأوّل من الكتاب دراسةً عامّةً للظواهر اللغويّة الجديدة التي أحدثها القرآن الكريم في اللغة العربيّة، مع الاستشهاد عليها من مختلف السوَر. أمّا الجزء الثاني فقد درس هذه الظواهر بالتفصيل في بعض أكثر السوَر تداولاً في حياتنا اليوميّة، وكذلك أوائلها نزولاً، وشمل ذلك سورة (الفاتحة)، ثمّ العشرين الأواخر من قصار السور.
"يتناول الدكتور أحمد بسام ساعي في هذا السفر الجليل، موضوع الإعجاز اللغوي تناولًا غضًّا دقيقًا، يتجاوز تناولات كثير من المتقدمين، ويستوعب تناولات عدد كبير من المتأخرين... ويكاد الكتاب يقف وحيدًا في مجال تفرده بإعادة قراءة الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم".
الأستاذ الدكتور طه جابر العلواني.
أحمد بسام ساعى: من مواليد مدينة اللاذقية في سورية عام 1941. حصل على درجته العلمية الأولى من جامعة دمشق، وعلى الماجستير والدكتوراه في الأدب العربي من جامعة القاهرة. درّس في الجامعات السورية والعربية، وانتقل عام 1983 ليعيش في بريطانية، فدرس في جامعة أوكسفورد، ثم أسس أكاديمية أوكسفورد للدراسات العليا لتكون أول معهدٍ جامعي في الغرب يؤسسه عربي أو مسلم وينال اعترافاً حكومياً. عمل وما يزال في عدة مجالس وهيئات علمية، وأسهم في تأسيس أكثر من مؤسسة تربوية في بريطانية، وما يزال يحاضر ويقوم بالإشراف على الرسائل العلمية في الجامعات البريطانية. من مؤلفاته: "الصورة بين البلاغة والنقد"، "الواقعية الإسلامية في الأدب والنقد"، "حركة الشعر الحديث من خلال أعلامه في سورية"، "المعجزة؛ إعادة قراءة الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم"، "إدارة الصلاة؛ إعادة اكتشاف الركن الثاني في الإسلام".
البريد الإلكتروني: bassamsaeh@hotmail.com.