وقد جاء عمل فيلبي هذا ثمرة للمدة الطويلة التي أقامها في المملكة واتصاله بالملك عبد العزيز -يرحمه الله- مما أتاح له فرصة التنقل في مختلف أرجاء الجزيرة العربية، والاطلاع على المواقع الأثرية والنقوش القديمة. وقد تم انتقاء مجموعة من هذه الكتب لنشرها في سلسلة تاريخية؛ لتكون رافداً ثقافياً لأبناء هذا الجيل، ومن هذه الكتب كتاب ( العربية السعودية ) الذي تناول فيه المؤلف بشكل شامل وأسلوب منطقي الإنجازات التي قام بها آل سعود منذ ما يزيد على مئتي عام وحتى الوقت الذي كان يعيشه، على أن حديثه عن النظام القديم وما جرى فيه من أحداث جاء موجزاً وسريعاً ليفسح المجال للحديث عن الإدارة الجديدة للدولة السعودية الحديثة ممثلة في شخص الملك عبد العزيز -يرحمه الله- الذي جسدت شخصيته سمات آبائه وأجداده.
لقد أنشأ -يرحمه الله- دولة كبيرة أسست على الشريعة الإسلامية. على أن سجل منجزاته سيبقى خالداً وسمعته محفوظة مدى العصور.
ومكتبة العبيكان يسرها أن تقدم للقارئ الكريم هذه الكتب لأول مرة باللغة العربية إدراكاً منها لأهمية الدور الثقافي الذي تقوم به خدمة للوطن، وأداءً لواجبها في إبراز الجوانب المضيئة من تاريخها لأبناء هذا الوطن الغالي، راجية الفلاح للجميع.
العبيكان للنشر
تخفيضات العبيكان اليوم الوطني
ولد فيلبي في عام ١٨٨٥م من أسرة إنجليزية محافظة وكان مولده في سيلان حيث كان يعمل والده بتجارة القهوة.
بعد عودته إلى إنكلترا التحق فيلبي بمدرسة westminster وهناك بدت علامات نبوغه، ثم التحق بعدها بكلية Trinity بجامعة Cambridge وتخرج منها ١٩٠٧م بدرجة امتياز.
ثم درس فيلبي سنة أخرى في جامعة Cambridge اللغتين الفارسية والهندوستانية وذلك عقب التحاقه بقائمة الخدمة المدنية لدى حكومة الهند البريطانية، أمضى بعدها سبع سنوات في الهند وقد درس خلالها اللغة البنجابية والأوردية، وبدأ بتعلم القرآن الكريم واللغة العربية مما خوله فيما بعد ليكون ضمن البعثة المتجهة إلى البصرة في عام ١٩١٥م. ثم كانت بعدها أول بعثة له إلى الجزيرة العربية وكان ذلك في عام ١٩١٧م.
ثم توالت بعدها بعثاته ورحلاته وزياراته إلى الجزيرة العربية وتوطدت علاقته بالملك عبدالعزيز، وقد ساعدت رحلاته الكثيرة على تكوين كم هائل من المعلومات الجغرافية والأثرية والتاريخية عن الجزيرة العربية والتي دونها جميعها فيما بعد في كتبه التي سنعرض لها.
أعلن فيلبي إسلامه في عام ١٩٣٠م وكانت وفاته في بيروت في عام ١٩٦٠م عن عمر يناهز الخامسة والسبعين عامًا.