كلنا يدرك بأن رمضان محطة للتصحيح والتزود والتربية، وبالتالي فلابد للمسلم أن يضع صوب عينيه هذه الأهداف الثلاثة، لينتفع من هذا الشهر الكريم جسديًّا وعقليًّا وروحيًّا فرمضان مؤسسة كاملة متكاملة لمن حرص على الاستفادة منها.
ومن رحمة الله بنا أن هيأ لنا الأجواء بأن صفد مردة الشياطين، المخططين لإغواء بني آدم وإخراجهم من نور الفطرة إلى ظلمات الإغراق في المادية والشهوة.
إذن فالأجواء متيسرة وسانحة، لكي نربي أنفسنا، ونزودها من معاني الإيمان، ونقومها على منهج الرحمن، فرمضان ميدان متميز، ودعوة لأن يكون للإنسان وقفات مع نفسه ومراجعة لأوراقه، في الجانب العقدي، والخلقي، والتربوي، والاجتماعي، والجانب الروحي والعبادي.
ومن خلال هذا الكتيب، سنضع أساسات لتلك المؤسسة الرمضانية بكلياتها القائمة بذاتها، وذلك انطلاقًا من تأمل بعض الهدايات والآيات الواردة في رمضان، ومن خلال تجارب لبعض من سلك دروب تلك الكليات وحصل على درجات عالية المكان والمكانة.