لابدّ من إعادة اكتشاف أنفسنا وعباداتنا وما يحيط بنا من أشياء، وأن ننشّئ أبناءنا وبناتنا على منهجٍ فكريٍّ يساعدهم على إعادة اكتشاف كلّ ما حولهم. هذا المنهج القرآنيّ ينتظم معظم السوَر والآيات، فالمجتمع الذي ينشأ على هذا المنهج سيجد نفسه باستمرار في حالة "إعادة اكتشاف" لنفسه ولما حوله، إنّنا مدعوّون إلى أن نضع على أعيننا صباح كلّ يومٍ نظّاراتٍ جديدةً عذراء لننظر من خلالها إلى أنفسنا، وننظر إلى العالم من حولنا وكأنّنا نراه لأوّل مرّة، وسنرى حينذاك كم سنكون بهذه النظّارات أقرب إلى الله. لقد انتشر في حياتنا العامّة، وفي دوائرنا التربويّة والجامعيّة، موادّ وحقولٌ مختلفةٌ في علم الإدارة تُعنى بدراسة أمثل الطرق لاستثمار المشاريع الصناعيّة والتجاريّة والزراعيّة والعمرانيّة، فهل فكّرنا مرّةً بإنشاء تخصّصٍ أو حقلٍ أو مادةٍ في مدارسنا أو معاهدنا أو جامعاتنا لاستثمار ما هو خيرٌ من كلّ هذه المشاريع، وأعمّ نفعاً للدنيا والآخرة، وهو إدارة العبادات، وإعادة اكتشافها، وعلى رأسها ركن الصلاة؟ إنّها: موعدٌ مع الله، وأيّ موعد. إنّه لقاءٌ يحتلّ القمّة في قائمة عباداتنا، أو استثماراتنا الدنيويّة - الأخرويّة.
أحمد بسام ساعي من مواليد مدينة اللاذقية في سورية عام 1941. حصل على درجته العلمية الأولى من جامعة دمشق، وعلى الماجستير والدكتوراه في الأدب العربي من جامعة القاهرة. درّس في الجامعات السورية والعربية، وانتقل عام 1983 ليعيش في بريطانية، فدرس في جامعة أوكسفورد، ثم أسس أكاديمية أوكسفورد للدراسات العليا لتكون أول معهدٍ جامعي في الغرب يؤسسه عربي أو مسلم وينال اعترافاً حكومياً. عمل وما يزال في عدة مجالس وهيئات علمية، وأسهم في تأسيس أكثر من مؤسسة تربوية في بريطانية، وما يزال يحاضر ويقوم بالإشراف على الرسائل العلمية في الجامعات البريطانية. من مؤلفاته: "الصورة بين البلاغة والنقد"، "الواقعية الإسلامية في الأدب والنقد"، "حركة الشعر الحديث من خلال أعلامه في سورية"، "المعجزة؛ إعادة قراءة الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم"، "إدارة الصلاة؛ إعادة اكتشاف الركن الثاني في الإسلام". البريد الإلكتروني: bassamsaeh@hotmail.com