ما بين إسرائيل، أمريكا، سوريا، العراق، مالطا، تركيا، يخوض الاستثنائيون حرباً استثنائية، لم تسمع بمثيل لها من قبل.
هذا ما ستتعرف عليه في أحداث هذه الأولى من سلسلة روايات ابن الفوضى.
أحداث هذه الرواية حقيقية، أو ربما غير حقيقية
الأمر يعود لتفسير معنى الحقيقة لديك
او ما سوف يغدو عليه
أقدر تماماً أن وقتك ثمين، صدقني، أنا أكثر من يعلم.
لهذا كنتُ حريصاً ألا تكون هذه مجرد رواية تقليدية، عادية، للتسلية أثناء شربك فنجان قهوتك الصباحي.
لعلي أريد بها إثارةَ ذلك الجنون داخلك، الذي قيل لك دوماً، أنه سيكون سبباً في نبذك، وطردك، خارج القطيع.
بحث عنه البشر عبر آلاف السنين من تاريخهم، وقد أجابوا عليه كلَ مرة، على الرغم من أنهم لم يجيبوا ولا مرة، السؤال الأعظم والأكثر منطقية والأكثرُ غموضاً بين الأسئلة الوجودية كلها!
ماذا كان قبل أن يكون أي شيء؟ كيف نشأ كل شيء؟ ما هو الزمن صفر؟ ما هي اللحظة صفر؟ ما هو اللاشيء؟
إلى كل المنطوين على ذاتهم، المنعزلين الغرباء عن مجتمعاتهم
إلى كل المجانين، في نظر من حولهم
أنتم من يحدث الفارق
عندما كنت طفلاً، حرصت على كتابة كل همومي، أمنياتي وطموحاتي، التي لم تكن طفولية دائماً، أو ربما كانت على ضخامتها طفولية لا تخطر إلا على بال طفل فاق بالسذاجة أقرانه، ثم أحرق هذه الورقة، لاعتقادي بأن هذا سيجعل كلماتي تندمج مع الكون كله، ليقوم بدوره بالتفاعل معها بما يراه مناسباً.
منذ ذلك الوقت عشت حياة قد لا تكون ناجحة على مقاييس كثيرٍ من البشر اليوم، ولكنها استثنائية جداً، والفارق بين النجاح والاستثناء معضلة شائكة، يفصل بينهما شعرة، فكل استثناء نجاح، إلا أن ليس كل نجاح استثناء، على الأقل هكذا أرى الأمور من منظوري الخاص. ومشكلة الاستثنائيين تكمن، أن كثيراً من الناس، غير مؤهلين لرؤية النجاح خلف استثنائهم.
فلو أردنا أن نفرز البشر على مجموعات حسب نجاحاتهم الأكاديمية، لصنفنا كل بضعة ملايين منهم في مجموعة واحدة، وهدفي في هذه الحياة، كان ألا أكون في مجموعة مزدحمة.
في نظري، النجاح الحقيقي، يكمن في المذكرات، فلو قررت يوماً أن تكتب مذكراتك الخاصة، فهل ترى أنها ستكون استثنائية عن باقي مذكرات ملايين وملايين البشر المتزاحمين في مجموعتك؟ أنت من يجيب!