فهو كتاب نافع في موضوعه، مفيد لقرائه، مختصر في أسلوبه، دقيق في عباراته، حوى المعاني الكثيرة، والعلوم النافعة، والحقاءق الشرعية، تميّز بأن عباراته مسبوكة، جلي الفصاحة والبلاغة والأسرار التشريعية، فقد جمع بين المعقول والمنقول.
هو: عبد الله بن عمر البيضاوي، أحد علماء أهل السنة والجماعة، وهو فقيه وأصولي شافعي، ومتكلم
هو الإمام القاضي المفسر ناصر الدين أبو سعيد أو أبو الخير عبد الله بن أبي القاسم عمر بن محمد بن أبي الحسن علي البيضاوي الشيرازي الشافعي، ولد في المدينة البيضاء بفارس - وإليها نسبته- قرب شيراز، ولا نعلم سنة ولادته تحديدًا والغالب أن مولده أوائل القرن السابع الهجري.
كان الإمام البيضاوي إمامًا بارعًا مصنفًا، مبرزًا نظارًا خيرًا صالحًا متعبدًا، فقيهًا أصوليًا متكلمًا مفسرًا محدثًا أديبًا نحويًا مفتيًا قاضيًا، فريد عصره، ووحيد دهره، أثنى على علمه وفضله غير واحد، وهو قاضي قضاة شيراز وعالم أذربيجان ونواحيها. وتصدَّى سنين طويلة للفتيا والتدريس، برع في الفقه والأصول وجمع بين المعقول والمنقول، تكلم كل من الأئمة بالثناء على مصنفاته التي تشهد له برسوخ القدم وعلو الكعب وانتفع به الناس وبتصانيفه، وولي قضاء شيراز وقابل الأحكام الشرعية بالاحترام والاحتراز ثم صرف عن القضاء، فرحل إلى تبريز حتى توفي فيه سنة 691هـ. وقيل سنة 685هـ.
ومن مواقفه ما أخبر به التاج السبكي في طبقاته: أنه لما صرف الإمام البيضاوي عن قضاء شيراز رحل إلى تبريز وصادف دخوله إليها مجلس درس. فجلس في أخرىات القوم بحيث لم يعلم به أحد، فذكر المدرس نكتة زعم أن أحدًا من الحاضرين لا يقدر على جوابها وطلب من القوم حلها والجواب عنها فإن لم يقدروا فالحل فقط فإن لم يقدروا فإعادتها، فشرع البيضاوي في الجواب، فقال: لا أسمع حتى أعلم أنك فهمت فخيره بين إعادتها بلفظها أو معناها، فبهت المدرس، فقال: أعدها بلفظها، فأعادها ثم حلها وبيَّن أن في ترتيبه إياها خللا، ثم أجاب عنها وقابلها في الحال بمثلها ودعى المدرس إلى حلها فتعذر عليه ذلك، وكان الوزير حاضرًا، فأقامه من مجلسه وأدناه إلى جانبه وسأله من أنت؟ فأخبره أنه البيضاوي وأنه جاء في طلب القضاء بشيراز، فأكرمه وخلع عليه خلعة القضاء في يومه ورده مكرمًا بعد أن قضى له حاجته.
من شيوخه
والده، أبو القاسم عمر بن محمد بن علي البيضاوي (675)
محمد بن محمد الكحتائي.
شرف الدين عمر الزكي البوشكاني (680)
نصير الدين محمد بن عبد الله الطوسي (672)
شهاب الدين عمر بن محمد بن عبد الله السهروردي.
أقوال العلماء فيه:
وقال عنه الأسنوي: "عالما بعلوم كثيرة صالحاً خيراً.
قال عنه السبكي: "كان إماماً مبرزاً نظاراً صالحاً متعبداً زاهداً.
قال ابن العماد الحنبلي: "قال ابن حبيب: تكلم كل من الأئمة بالثناء على مصنفاته.
ولي أمر القضاء بشيراز. وقابل الأحكام الشرعية بالاحترام والاحتراز.
وقال السيوطي: "كان إماماً علامة عارفاً بالفقه والتفسير والأصلين والعربية والمنطق، نظاراً صالحاً متعبدا".
مصنفاته:
المنهاج في الأصول، وشرحه أيضا.
شرح مختصر ابن الحاجب في الأصول
شرح المنتخب في الأصول للإمام فخر الدين
شرح المطالع في المنطق
الإيضاح في أصول الدين
الغاية القصوى في الفقه، الطوالع في الكلام
شرح الكافية لابن الحاجب
وتفسيره المعروف باسمه «أنوار التنزيل وأسرار التأويل«