يشير الكتاب إلى أن هناك أدبيات ومفاهيم منتشرة في الساحة الفلسطينية السياسية والإعلامية والعلمية والثقافية، تُروّج لرؤى وتصورات يبدو تبنيها أو تنفيذها ضرباً من الأوهام غير المستندة على أساس من التجارب ولا القراءة العلمية المنهجية. ولذلك، جاء هذا الكتاب لكشف هذه الأوهام، وما قد تَتَسبَّب به من أخطاء في الفهم، وسوء في التقدير، وضياع في البوصلة، ومآزق في المسارات والمآلات، وفشلٍ في صناعة القرار، وتضييع للأوقات والجهود والإمكانات.
الحديث عن هذه الأوهام، جاء بطريقة مكثفة مختصرة، تستهدف تحديد المعالم، ووضع النقاط على الحروف وضبط المفاهيم والمصطلحات والمسارات.
استهدف هذا الكتاب الوصول إلى أوسع شريحة من المهتمين والمتابعين للشأن الفلسطيني، فجاء بلغة سهلة، ولم يستغرق في الشروح والتفاصيل. وبالرغم من أن المادة المكتوبة تستند إلى الأسس العلمية المنهجية والموضوعية، وإلى المعلومات الموثقة، إلا أن طبيعتها المقالية لم تشغلها بالتوثيق العلمي للنصوص. غير أنها في الوقت نفسه خلاصات مستندة إلى مئات الدراسات والكتب، وإلى عشرات السنوات من البحث والانشغال في الشأن الفلسطيني.
ومن أبرز الأوهام التي تناولها الكتاب؛ الاعتماد على "الشرعية الدولية" في التّخلص من الاحتلال، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة من خلال مسار التسوية السلمية "حلُّ الدولتين"، وحلّ "الدولة الواحدة"، والجمع بين السلطة ببنيتها الحالية وبين المقاومة المسلحة تحت الاحتلال، وصناعة قرار فلسطيني مستقل تحت الاحتلال، وقيادة المشروع الوطني بقيادة متنازلة عن الوطن أو بقيادة لا تحترم العمل المؤسسي، وتحرير فلسطين دون مقاومة مسلحة أو دون مشروع نهضوي وحدوي وبعيداً عن الإسلام.
ولأن أصل هذا الكتاب سلسلة مقالات نُشرت في أوقات مختلفة، في النصف الثاني من سنة 2022، ولم يكن الهدف الأصلي في البداية نشرها في كتيب؛ فقد قام الكاتب بتحرير النصوص وإضافة بعض المعلومات المهمة والضرورية، كما قام بإعادة ترتيب ترقيم الأوهام، ليتم قراءتها مجتمعة في تسلسل منطقي قدر الإمكان.
ومن الجدير بالذكر، أن هذا الكتاب هو في أصله سلسلة من ثمانية مقالات، ضمَّت خمسة عشر وهماً نشرت على موقع عربي 21، خلال الفترة 25/6-14/11/2021، كما أضاف الكاتب فيما بعد وهماً آخر إلى الأوهام التي ت نشرها، ليصبح مجموعها ستة عشر وهماً. كما قام الكاتب بإعادة تحرير النصوص وإضافة معلومات جديدة عليها، وأعاد ترقيم الأوهام لتأخذ تسلسلاً أكثر منهجية وسلاسة.