وهي (أي الحركة) ملحمة فكرية وعلمية، وثقافية مضيئة، خاضتها بلادنا، وبخاصة بعد توحيدها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه، ثم نمت بعد ذلك، وتطورت بتعدد الجهات التي رعت هذه الحركة، من مؤسسات رسمية، وجامعات، ومراكز علمية، ومنافذ نشر متنوعة. وكان لها أثرها الكبير في إخراج الجم الغفير من كنوز التراث العربي إلى النور. وقد ضم الكتاب وقفات تأريخية لإسهامات معظم هذه الجهات، ودراسة لأثر كل منها في مسيرة نشر التراث وتعضيده.
كما يهدف الكتاب أيضًا إلى وضع هذه الحركة في مساقها التاريخي والموضوعي بين حركات الإحياء في البلاد العربية المختلفة، التي تعد المملكة من أكثرها نشاطًا في هذا المجال.
لقد وقفت هذه الدراسة عند معالم حركة الإحياء، وواكبت نشر كتب التراث تاريخيًّا منذ البدايات المبكرة، واحتفت بالريادات الأولى، سواء من حيث دور الأفراد أو المؤسسات الرسمية والخاصة، وكذلك من حيث الموضوعات المتنوعة، والكتب المهمة، التي دار حولها النشاط، كما أبانت الدوافع والمحركات التي أسهمت في تنشيط هذه الحركة في أثناء مسيرتها الطويلة.
والكتاب لا يقتصر على الجانب التاريخي من الموضوع، وإنما يعمد أيضًا إلى التحليل والنقد في بعض الفصول، لتبيين أبعاد بعض القضايا المطروقة في الكتاب.
أحمد بن محمد الضبيب عضو مجلس الشورى السعودي سابقًا، ومدير جامعة الملك سعود سابقًا في الفترة (1410 هـ / 1990 - 1416 هـ / 1996).
النشأة والتعليم
ولد الدكتور أحمد بن محمد بن حسن الضبيب بمكة المكرمة سنة 1354 هـ الموافق 1935، ونشأ في المدينة المنورة، وبها أكمل تعليمه الابتدائي والثانوي. ثم رحل إلى مصر لاستكمال دراسته فحصل على البكالوريوس من قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة سنة 1380 هـ الموافق 1960، ثم ابتعث إلى إنجلترا وحصل على الدكتوراه من قسم اللغات السامية بجامعة ليدز سنة 1386 هـ الموافق 1966.
أعماله
عمل الضبيب كأستاذ جامعي، وهو باحث في اللغة العربية والتراث، وكاتب ومؤلف لعدة كتب عن اللغة العربية والأدب، عين رئيس تحرير في مجلة العرب، وتولى عدة مناصب في جامعة الملك سعود، فكان رئيس قسم اللغة العربية في الفترة (1972 - 1974)، وعميد شؤون المكتبات في الفترة (1974 - 1980)، وكان عضو في مجمع اللغة العربية في القاهرة، وعضو في اجتماعات أكاديمية المملكة المغربية في الرباط، وعضو في مجلس الشورى السعودي في الفترة (1998 - 2010)، إضافةً إلى عضوية عدة مجالس عليا وعلمية في المملكة العربية السعودية والعالم العربي.
جامعة الملك سعود
تولى الضبيب منصب نائب مدير جامعة الملك سعود في الفترة (1986 - 1990) ومدير جامعة الملك سعود في الفترة (1410 هـ / 1990 - 1416 هـ / 1996)، خلال فترة ادارته للجامعة قام الضبيب بفك التداخل بين كليتي الآداب والعلوم من جهة، وكلية التربية من جهة أخرى، وقام بإنشاء كلية اللغات.
المؤلفات
قام الضبيب بتأليف وتحقيق عدد من الكتب:
كتاب الأمثال لأبي فيد مؤرج بن عمرو السدوسي، دراسة وتحقيق.
دراسات في لهجات شرقي الجزيرة العربية، ترجمة مع تقديم وتعليق لكتاب د. ت. م. جونستون.
الأعمش الظريف.
آثار الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
على مرافئ التراث، أبحاث ودراسات نقدية.
بواكير الطباعة والمطبوعات في بلاد الحرمين الشريفين.
أوراق رياضية (نسبة إلى الرياض) مقالات.
اللغة العربية في عصر العولمة.
التكريم
قلد الضبيب ميدالية الاستحقاق من الدرجة الأولى من المملكة العربية السعودية،[6] وتمنح ميدالية الاستحقاق إلى المدنيين من المواطنين السعوديين.