مناقشةٌ هادئة وبحث في بِنيات التفكير النفسي الغربي وتفكيك علمي رصين للنظريات النفسية الغربية، التي انغمست في ماديتها وفي تعاملها مع الإنسان بوصفه حالة مادية بحتة تعتريها وتسيطر عليها الغرائز المكبوتة. فعلم النفس الغربي يزخر بتصورات ساذجة مختلفة عن طبيعة الإنسان، تنسج حولها كثير من النظريّات ومناهج البحث التي تسعى جاهدةً لتأكيد صحتها.
إعادةُ اعتبار لجوانية الإنسان في التعامل مع الظواهر؛ فالكتاب يتطرق إلى مفردة وفكرة مهمة قلّما يتناولها الباحثون في الدائرة الإسلامية، وهي التأمُّل. ونحن نعي ما لهذه المفردة من سَبْرٍ عميق في النفس الإنسانية، لتنتقل من مرحلة الكمون والقوة إلى مرحلة التجلي والفعل، فالتأمُّل في المفهوم البَدْريّ مرحلة متقدمة جداً في النظر إلى مجريات الأحداث بالوصول إلى النتائج متجاوزين سؤال (كيف ولماذا وما إلخ) من تلكم الأسئلة التي تحتاج إلى حفر معرفي؛ ذلك لأن التأمُّل كيمياءٌ من العلم والخبرة والعطاء الرباني
مالك بدري
أستاذ جامعي سوداني، حاصل على دكتوراه في علم النفس من جامعة ليستر عام 1961م ببريطانيا، وشهادة التخصص في علم النفس السريري عام1967م. نال زمالة الجمعية البريطانية لعلماء النفس، وزمالة جمعية أبحاث وعلاج السلوك بجامعة تمبل بالولايات المتحدة الأمريكية. أسهم في تأسيس عدد من الجمعيات النفسية وترأس بعضها، ومنها: الجمعية النفسية السودانية، والجمعية الدولية لعلماء النفس المسلمين. درّس في عدد من الجامعات العربية والإسلامية مثل: الجامعة الأمريكية في بيروت، والجامعة الأردنية، وجامعة الإمام محمد بن سعود، وجامعة الخرطوم وأم درمان، والجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا، وجامعة إسطنبول صباح الدين الزعيم. يُعدّ خبيراً دولياً في مجال علم النفس التربوي وعلم النفس العلاجي. شارك في هيئات تحرير العديد من المجلات العلمية العربية والإنجليزية. صدر له عدد من الكتب باللغتين العربية والإنجليزية أهمها: علم النفس التربوي، وعلم النفس من المنظور الإسلامي، والإسلام وإدمان الكحول، والإسلام والتحليل النفسي، أزمة علماء النفس المسلمين، والتفكُّر من المشاهدة إلى الشهود: دراسة نفسية إسلامية، ونكبة الإيدز: نتيجة طبيعية لثورة الحداثة الجنسية، وحكمة الإسلام في تحريم الخمر. توفي رحمة الله في 8/2/2021م.