وتمثِّل هذه الطريقةُ الشذريَّة سُلَّمًا أساسيًّا في تطور منظومة أي مُفكرٍ حركي يؤمن بتمثُّل كل ما يعتقده وتجسيد كل ما يؤمن به، ككاتب هذه السطور؛ ويبغضُ التقاليدَ الأكاديميةَ المدرسيَّة الجوفاء، ولا يُهدِرُ أبدًا قيمة أنواعٍ أخرى من المعرفة (أسمى) وأكثر ربانيَّة، ولا الطرائق المختلفة والمتنوعة في تحصيلها؛ مثل المعرفة الحدسيَّة والإلهام والمعرفة الإشراقيَّة (العرفان).
إن هذه الطريقة القرآنيَّة لا تجعل من الفكر الإنساني نسقًا مُنفتحًا دائم الانفتاح فحسب؛ بل تُبرهِنُ لكل ذي عقل موَّارٍ يتحرَّكُ بإدمان النظر، وكل ذي نفسٍ لوَّامةٍ تتحرَّكُ بمكابدة الذكر، وكل ذي جسدٍ أنهكته الحركةُ بالطاعة والامتثال؛ على أن التأمُّل والاستنباط في مواضعِهِ أبلغُ وأحكمُ وأنضجُ من عبثيَّة «الاستقراء»، ومن رصِّ المعلومات «الموثَّقة». بل إن التأمُّلات قد تصير في كثيرٍ من الأحيان هادِمًا مُناقِضًا للمعلومات «الصحيحة».
عبد الرحمن أبو ذكري؛ أديبٌ ومفكِّرٌ ومترجمٌ وناشرٌ مصريٌّ. وُلِدَ بالقاهرة، وتخرَّج في كلية اﻵداب. نشر العديد من المقالات والأوراق البحثية، التي تصب جميعُها في استعادة مركزية الوحي الإلهي وتجديد الاجتهاد الإسلامي في الفكر والحركة. من كتبه المنشورة: «أفكار خارج القفص»، ومجموعة قصصية بعنوان: «طير بلا أجنحة»، ومختارات مُترجمة من شعر مولانا جلال الدين الرومي بعنوان: «كل يوم»، علاوة على أعماله المترجمة: «الفكر السياسي الإسلامي الحديث» لحميد عنايت، و«نظرية الثورة الإسلامية» لكليم صديقي، و«جذور الثورة الإسلامية في إيران» لحامد الگار.