À propos de cet e-book
يستند أصحاب بدعة الملك الألفى للمسيح على الأرض لتأييد مزاعمهم الفاسدة إلى تفسير الآيات الواردة بالأصحاح العشرين من سفر الرؤيا تفسيرا سطحيا غير مستند على الآيات والنبوات المفسرة لها والمشار إليها إما من خلال كلمات مفتاحية أو من خلال الكشف عن مفاعيل السر الذى تشير إليه , الأمر الذى يكشف عن جهلهم بالكتاب المقدس الذى يفسر بعضه البعض من خلال مقارنة الروحيات بالروحيات ( كورنثوس الأولى 2 : 13 ) بالرجوع إلى مصادر النبوات والأحداث المشار إليها إما رمزيا أو بكلمات مفتاحية .
ذلك أن معظم النبوات الواردة فى سفر الرؤيا بما فى ذلك الرؤيا الواردة بالإصحاح العشرين منه ما هى إلا تجميع لجميع النبوات المتعلقة بالأزمنة الأخيرة الواردة فى الكتاب المقدس التى لم تتحقق بعد , وقد أعيد صياغتها بصورة رمزية وبطريقة مختزلة تتضمن كلمات مفتاحية للإشارة إلى النبوات الكتابية التى اختزلت منها والسابق ذكرها فى مواضع مختلفة بالكتاب المقدس والتى ستتحقق فى الأيام الأخيرة حتى نعود إليها لمعرفة تفاصيلها بصورة كاملة ودقيقة, كما تضمنت الرؤيا الواردة بالأصحاح العشرين من سفر الرؤيا الإشارة إلى مفاعيل سر المعمودية التى هى شركة صلب وموت وقيامة أولى مع المسيح, كما تضمنت الإشارة إلى تعاليم كتابية ولاهوتية مرتبطة بالخلاص الذى فى المسيح يسوع.
ومن ثم فإن إظهار التفسير السليم لهذه الآيات من واقع الكتاب المقدس نفسه من خلال مقارنة الروحيات بالروحيات بالرجوع إلى المصادر التى اخذت منها, يقوض الأسس التى تقوم عليها هذه البدعة المؤسسة على تفاسير مغلوطة للأصحاح العشرين من سفر الرؤيا القائل:
" ورأيت ملاكا نازلا من السماء معه مفتاح الهاوية ، وسلسلة عظيمة على يده, فقبض على التنين ، الحية القديمة ، الذي هو إبليس والشيطان ، وقيده ألف سنة, وطرحه في الهاوية وأغلق عليه ، وختم عليه لكي لا يضل الأمم في ما بعد ، حتى تتم الألف السنة . وبعد ذلك لابد أن يحل زمانا يسيرا.
ورأيت عروشا فجلسوا عليها وأعطوا حكما, ورأيت نفوس الذين قتلوا من أجل شهادة يسوع ومن أجل كلمة إلوهيم, والذين لم يسجدوا للوحش ولا لصورته ولم يقبلوا السمة على جباههم وعلى أيديهم. فعاشوا وملكوا مع المسيح ألف سنة، وأما بقية الأموات فلم تعش حتى تتم الألف سنة، هذه هي القيامة الأولى. مبارك ومقدس من له نصيب في القيامة الأولى. هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم. بل سيكونون كهنة لله والمسيح وسيملكون معه ألف سنة.
ثم متى تمت الألف سنة. يحل الشيطان من سجنه, ويخرج ليضل الأمم الذين في أربع زوايا الأرض. جوج وماجوج ليجمعهم للحرب .. فصعدوا على عرض الأرض وأحاطوا بمعسكر القديسين وبالمدينة المحبوبة. فنزلت نار من عند إلوهيم وأكلتهم, وإبليس الذى كان يضلهم طرح في بحيرة النار والكبريت حيث الوحش والنبى الكذاب ..
ثم رأيت عرشا عظيما أبيض والجالس عليه. الذى من وجهه هربت الأرض والسماء ولم يوجد لهما موضع .. وطرح الموت والهاوية فى بحيرة النار , هذا هو الموت الثانى , وكل من لم يوجد مكتوبا فى سفر الحياة طرح فى بحيرة النار " ( رؤيا 20 : 1 - 11 ).
من استقراء هذ الرؤيا يتضح أنها تنقسم إلى قسمين, قسم خاص باحداث ما بعد مملكة الألف سنة, وقسم خاص بأحداث مملكة الألف سنة.
لهذا سنبدأ التفسير فى فصل أول بتفسير الأحداث التى ستعقب انتهاء مدة الألف سنة لتضمنها الإشارة إلى " جوج وماجوج " وهى كلمة مفتاحية واضحة الدلالة تشير إلى نبوة حزقيال النبى المتعلقة بصعود جيوش جوج رئيس أرض ماجوج رئيس روسيا وموسكو وتوبولسك على عرض الأرض لحصار المدينة المقدسة أورشليم فى الأيام الأخيرة, ونزول نار من السماء لإبادتهم, وفقا لما جاء فى نبوة حزقيال النبى ( حزقيال 38 : 2 , 8 – 9 ) والذى يعقبه استعلان ملكوت المسيح الذى به تزول السماء والأرض, ويطرح الأموات الذين لم ينالوا القيامة الأولى بالمعمودية , والأموات الذين فى القبور فى بحيرة النار .
ونعقبه فى الفصل الثانى بتفسير الأحداث التى ستحدث فى مدة الألف سنة أى الأيام الكثيرة وفيها رأى يوحنا عروشا يجلس عليها الذين عاشوا أى قاموا من موت الخطيئة ( بالمعمودية التى هى شركة صلب وموت وقيامة أولى مع المسيح ) فملكوا مع المسيح ألف سنة ( أى أيام كثيرة ) وأما بقية الأموات ( الذين لم يعتمدوا باسم الرب وبقوا فى موت الخطية الأصلية ) فلم تعش حتى تتم الألف سنة ( أى الأيام الكثيرة ) هذه هي القيامة الأولى ( التى بالمعمودية التى هى شركة صلب وموت ودفن وقيامة مع المسيح ) مبارك ومقدس من له نصيب في القيامة الأولى ( رومية 6 : 3 – 5 ) هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم. بل سيكونون كهنة لإلوهيم والمسيح ( كلمته ) وسيملكون معه ألف سنة.
أما الفصل الثالث فسنخصصه لاستعراض أهم تفاسير أصحاب بدعة الملك الألفى للمسيح على الأرض وتفنيدها بإظهار تعارضها مع الحق الكتابى والتفسير الصحيح من واقع الكتاب المقدس نفسه, الذى يفسر نفسه بنفسه.
