"إلهي، إلهي، لماذا تركتني، بعيدًا عن خلاصي... في النهار أدعو فلا تستجيبُ، في الليل أدعو فلا هُدوَّ لي... عليكَ اتكل آباؤنا. اتكلوا فنجيّتَهُم... عليك اتكلوا فلم يخزوا. أما أنا فدودة لا إنسان. عارٌ عند البشر ومُحتقرُ الشعب. كل الذين يرونني يستهزئون بي... لأنك أنت جذبتني من البطن. جعلتني مطمئنًا على ثديي أمي... لا تتباعَد عني، لأن الضيق قريب، لأنه لا مُعين... قد أحاطت بي كلابٌ. جماعة من الأشرار اكتنفتني... وهم ينظرون ويتفرَّسون في. يقسمون ثيابي بينهم، وعلى لباسي يقترعون... أنقِذ من السيف نفسي. من يد الكلب وحيدتي... في وسط الجماعة أُسبِّحك. يا خائفي الرب سبِّحوه... لأنه لم يحتقِر ولم يُرذِلْ مسكَنَة المسكين، ولم يحجب وجهه عنه، بل عند صراخه إليه استمع". - العهد القديم، مزامير داود، المزمور الثاني والعشرون.
"اللهم إليك أشكو ضعف قوَّتي وقلة حيلتي وهواني على الناس. يا أرحم الراحمين، أنت ربُّ المستضعفين، وأنت ربي؛ إلى من تكلني: إلى بعيدٍ يتجهَّمني؟ أم إلى عدوٍ ملَّكته أمري؟ إن لم يكن بك غضبٌ عليَّ فلا أبالي، ولكن عافيتك أوسعُ لي. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلُح عليه أمر الدنيا واﻵخرة؛ من أن تُنزِل بي غضبك، أو يَحِلَّ علي سخطك؛ لك العُتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك". - من دعاء النبي في الطائف، السيرة النبوية، ابن هشام.
قدرت الله شهاب؛ ولد عام 1917م في گلگت. التحق بكلية أمير ويلز، في جامو؛ وحصل على الشهادة المتوسطة في العلوم عام 1935م، ثم على بكالوريوس العلوم من نفس الكلية. عمل محررًا للقسم الأُردي والإنكليزي في مجلة الكلية. وفي تلك الفترة؛ عقدت جمعية علمية في إنكلترا مسابقة دولية لكتابة المقال، فأرسل شهاب موضوعًا من خمس وثلاثين صفحة. حصل مقاله على المركز الأول من بين 19 ألف متسابِق، فنال الجائزة الأولى. وبعد حصوله على البكالوريوس؛ ترك العلوم وحصل على ماجستير الأدب الإنكليزي من الكلية الحكومية عام 1939م.
عمل قدرت الله قبل التقسيم في أقاليم: أريسه وبهار والبنغال الغربية؛ مساعدًا ثم نائب رئيس مدينة. وأثناء مجاعة البنغال تطوَّع في المساعدات الخيرية. وبعد تأسيس پاكستان بعامين؛ ساهَم في تشكيل "حكومة كشمير الحرة"، وظل سكرتيرًا عامًا لها. ثم صار نائبًا لوزارة الإعلام، فنائبًا لحاكم مدينة جهنگ، ثم مسئولًا عن الصناعة في إقليم الپنجاب. وبين أعوام 1954-1962م؛ عمل مديرًا لمكتب الحاكم العام، غلام محمد؛ ثم لمكتب الرئيس إسكندر مرزا والرئيس أيوب خان. وفي 1953م؛ حصل على دبلوم العلاقات العامة، من المعهد الدولي للدراسات الاجتماعية في هولندا؛ ثم تولى منصب وزير الإعلام، وبعدها ابتُعث سفيرًا لپاكستان في هولندا لمدة ثلاث سنوات. وعُيِّن بعد عودته، في 1966م؛ وزيرًا للتعليم. وفي 1969م؛ استقال من وظيفته وغادر البلاد بعد انقلاب يحيى خان العسكري. وفي 1973م؛ استدعاه رئيس الوزراء، ذو الفقار علي بوتو؛ وعينه وزيرًا للتعليم مرة ثانية.
بدأ حياته الأدبية بمقالات عن "بابا گورو نانک"؛ نشرها في مجلة "چاند". وأول قصة نشرها كانت بعنوان "چند راوتي"، ونشرت في مجلة "رومان" الأدبية، التي كان يُصدرها الشاعر المشهور: "اختر شيراني". وقد أسس شهاب اتحاد الأدباء في 1959م، واختير سكرتيرًا عامًا له.
وإلى جانب مهامه الدبلوماسية والسياسية، فقد شغل شهاب مناصب أخرى مثل: رئاسة الجمعية المركزية للأردية في لاهور، ونائب رئيس الجمعية العلمية للأردية في لاهور، ورئيس جمعية تطوير الأردية في كراتشي.
وقد كان لنزوع شهاب الصوفي أثر عميق في كل أعماله. وتعد سيرته الذاتية، شهاب نامه؛ من أهم مصادر التاريخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي والروحي، والتي يحرص الپاكستانيون على اقتنائها وقراءتها.
p { margin-bottom: 0.1in; direction: ltr; color: rgb(0, 0, 10); line-height: 120%; text-align: left; }p.western { font-family: "Calibri",serif; font-size: 11pt; }p.cjk { font-family: "Droid Sans Fallback"; font-size: 11pt; }p.ctl { font-family: "Times New Roman"; font-size: 11pt; }a:link { color: rgb(0, 0, 255); }
أيمن عبد الحليم؛ باحث ومترجم وأكاديمي مصري. نال درجة الدكتوراة في اللغة والأدب الأردي من كلية اﻵداب بجامعة عين شمس، حيث يعمل اﻵن مُدرسًا بقسم اللغات الشرقية، ومديرًا لوحدة الدراسات الإنسانية والمستقبليات، بمركز الاستشارات والتدريب.