بالنسبة إلى المقابل التطبيقي، فقد توسلت الدراسة بالمربَّع السيميائي للبرهنة على أن التنمية المركَّبة تتضاد مع التنمية المختزَلة وتتناقض؛ إذ تنسلّ من هذا التناقض معاني الحرمان والاستعمار والتبعية، فلا تأتي التنمية مستقلة. وفي جانب آخر من التطبيق، فقد محّصت هذه الدراسة فكرةَ ابن نبي الحضارية (الإنسان والأرض والوقت) داخل خبرة ميجي اليابانية، وخلصت إلى أن هذه الفكرة صيغت مختزلة لأن فيها من البداوة الشيء الكثير؛ إذ إن مثل هذه العناصر الثلاثة كانت فاعلة في عصر الإقطاع الذي اتسم بالبداوة. ولكن ميجي أضاف عنصر دولة المؤسسات إلى العناصر الثلاثة فباتت أربعة، نقلت يابان البداوة الى منطقة الحضارة، حيث يتضح أن دولة المؤسسات هي الحلقة المفقودة في المعادلة الحضارية لـ: ابن نبي؛ ما يفترَض نقدها ومراجعتها. وإذ تطبَّق الدولة الإنمائية سيميائياً وتستعاد يابانياً، فإنها تعزِّز من التنمية المركَّبة في العالم العربي والإسلامي، وقد تزفّه إلى مستقبل أفضل.
أكاديمي جزائري، ولد بدائرة عين البرد، مدينة سيدي بلعباس. حصل على شهادة الليسانس في العلوم الاقتصادية من جامعة تلمسان الجزائر، عام 1992م، وعلى شهادة الماجستير من جامعة بوترا ماليزيا، عام 2004م، وعلى شهادة الدكتوراه في اقتصاد التنمية المقارن من جامعة ملايا بماليزيا، عام 2008م. باحث في الاقتصاد السياسي، ومهتم بالبحث في العلاقة بين التنمية والقيم. يعمل حالياً باحثاً ومحرراً ومشرفاً ورئيساً لقسم الكتب بوحدة النشر العلمي، الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا.
صدر له كتاب: "دينامية التجربة اليابانية في التنمية المركَّبة: دراسة مقارنة بالجزائر وماليزيا" عن مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، عام 2010م، وكتاب: "التجسيم الحضاري من منظور التنمية المركّبة: دراسة نقدية تطبيقية لمشروع مالك بن نبي" عن مركز نماء للبحوث والدراسات، الرياض، عام 2018م.البريد الإلكتروني: youcef.nasser@gmail.com